الجمعة , 29 مارس 2024

سيدتي..أنت من تستحقين السجادة الحمراء

= 1790

بقلم: عادل عبد الستار

لا أنكر اننى كلما رأيت هؤلاء الذين تٌفرش لهم السجادة الحمراء فى مهرجانات السينما اشعر بشئ من المراره … ليس إنكاراً منى لاهمية الفن …. ولكن لانى أجد فوق تلك السجادة من لا يستحق ان يمشى حتى فوق ورق الشجر .

إن من ينظر حولنا سيجد الاف السيدات الائى يستحقين ان تفرش لهم تلك السجادةالحمراء …سيدات لا ينقلون لنا الواقع عبر درامه مكتوبه .. وإنما يعيشون تلك الدرامه يومياً … يعيشوها بفرحها و حزنها … ليرسموا لنا اروع لوحات العطاء والتضحيه … اروع لوحات الإثار والنبل …. يصنعون لنا الجمال حولنا … فيستحقون حقا أن يكونوا صناع الجمال .

اخبرنى صديقى عن زميلة زوجته … ان تلك السيدة تزوجت من عشر سنوات … من شاب من قريتها ( قرية من قرى الغربية) ومن اليوم الاول وعلى ما يبدو ان الزوج قد اخذ قرار ان تصرف عليه زوجته … عمل لعدة شهور بعد الزواج ثم ترك عمله وجلس فى البيت معتمداً على راتب زوجته التى تعمل فى إحدى المؤسسات الحكومية الغنية ومن ثم فإن راتبها اضعاف اضعاف راتبه حين كان يعمل … وبعد مدة أخذ منها مبلغ من المال وبدأ مشروعه الخاص ونجح فيه … ورغم ذلك الى الان وبعد عشر سنوات زواج نتج عنها اطفال لم يدفع جنيهاً واحداً فى البيت معتمدا على راتب الست !!!

إن ما دفعنى لذكر تلك القصة هو أن الزوجه هنا ليست بحاجه الى الزوج … فلها راتب كبير تستطيع ببساطة ان تسكن وتأكل وتشرب وتدخل اولادها مدارس دون الحاجه الى أحد …ورغم ذلك تجدها صابرة متحملة من اجل أبناها …تجدها تبذل كل جهدها لارضاء زوجها رغم الاهمال حتى وصل الى اهمال العلاقة الحميميه !!!

فهو ضارب بكل شئ عرض الحائط … مثل تلك السيدة يجب ان تٌفرش لها السجادة الحمراء … وننظر اليها بكل فخر وكل اعتزاز …لانها علمتنا جميعا معنى الحفاظ على الاسرة … ومعنى قيمة وجود الاب للابناء .. علمتنا كيف يكون الجمال داخلنا رغم الالم والجرح ..رغم خيانة الزوج وإهماله …. علمتنا أن تتحمل وتضحى حتى لا تسبب ألم لوالديها …. سيدتى … ليس فقط يجب ان نفرش لك السجادة الحمراء بل نفرش لك رموش العيون تسيرى عليها .

إن مثل تلك النماذج يجب أن نسلط عليها الضوء فى ضوء ما وصلنا اليه من نسب الطلاق التى وصلت الى ٤٦ % …. يجب على الاعلام أن يُظهر مثل تلك الحالات … ويقف ويعلق عليها … ليرسل من خلالها رسائل إجابيه للمجتمع …. لقد ظل الاعلام لمدة اسبوع كامل يتحدث عن فستان الممثله فلانه …وهل البطانة الخاصه بالفستان وقعت أم لا ؟!!! واقول … ألم يكن من الافضل أن نستثمر هذا الاسبوع فى إظهار والتعليق والثناء على مثل تلك السيدات … والقصص لدينا كثيرة وكثيرة .

يا إعلامنا الموقر عليك أن تختار ملفاتك بعنايه … ملفات تبنى ولا تهدم … تٌصلح ولا تفسد … تٌعلى من قيم المجتمع لا ان تصل به الى القاع
اخيراً… رساله الى الازواج …. عليكم أن تعلموا قدر وقيمة تلك الزوجه التى فى بيوتكم … فلم تأتوا بها لتهينوها … او تحقروا من شأنها … او تجعلوها مجرد منفذة خدمات فى البيت او متعة فراش بالليل … بل هى شريكة لك … وسكن لك وانت سكن لها فلا تكن ذكراً تتعالى عليها يا سيدى ولكن كٌن رجلاً تسكن اليك وتطمأن لك … فهى الحياة لك …. فالزوج للزوجه يجب أن يكون …. نهر الحب ، وشلال الحنان ، وجدار الامان … ورافد الرعايه والاهتمام .

(حفظ الله بيوتنا … حفظ الله مصر …ارضاً وشعباً وجيشاً)
————-
*ممرض بالطب النفسى

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 7039 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.