الثلاثاء , 23 أبريل 2024

صبرين حسن تكتب: خلف الأبواب المغلقة ..!

= 1625

أصبحت الجروبات النسائية علي مواقع التواصل الإجتماعي بمثابة المتنفس الوحيد لكثير جدا من السيدات .. تعرض السيدة كل مشاكلها بكل تفاصيلها وتستشير غيرها ويبدأ فتح باب النقاش وإبداء الآراء وعرض الحلول أو الإكتفاء بالدعاء لصاحبة المشكلة…. إلخ.

لفت نظري تكرار مشكلة بعينها بشكل كبير جدا باختلاف القصة وظروفها والمستوى البيئي والمادي لأبطالها ، وهي مشكلة الخيانة الزوجية..

تسرد القصة بشكل درامي محزن جدا وبكلمات مؤثرة إن دلت فتدل علي ضغط نفسي قاسي لصاحبة القصة وحالة التشتت والشد والجذب في تفكيرها ما بين رغبتها في وضع النهايه لمنح روحها السلام وبين قبولها باستمرارية الحياه لحرصها علي أولادها … كل هذه الأحاسيس والحيرة والتضارب في الأفكار والإختيارات لصاحبة القصه شئ وارد وطبيعي جدا في مثل هذه الحالة…

ولكن استوقفني شيئان:

استوقفتني قليلا تركيبة الرجل الخائن ووددت لو ابحر داخل عقله وأرى كيف يرى خيانته وما مصدر الأمان لديه الذي يجعله يخون بكل أريحية بدون خوف لعواقب الأمور .. ألا يخاف الله والحساب والعذاب .. و.. و..!

– ألا يخاف بأن الله يمهل ولا يهمل وكما تدين تدان بأن ترد له افعاله في إبنته أو أخته ..

– ألا يخاف ان يحلل الشيطان لزوجته الخيانة أيضا في لحظة ضعف وليدة ضغط نفسي وتصوير خيانتها علي أنها عقاب أو إنتقام منه …

– هل تستحق أوقات الخيانة مهما طالت الفاتورة التي تدفع لها من خراب بيته ودمار أسرته وتشتيت أطفاله …

واستوقفني كثيرا رأي الكثير من السيدات وتوصيف الحالة بأنها نزوة والنصح لها بأن تستحمل وتصبر من أجل بيتها وأولادها واندهشت لسرد الكثير منهن حكايات خيانات أزواجهن وتصدير فكرة أنها حالة شبه عامة وأصبح شئ عادي يستلزم فقط الصبر ولا يستحق ( خراب البيت ) !

وجدت حينها ان خلف خيانات الرجل شئ قوي يحفزها وهو سلبية المرأة!

عندما لا تفرق المرأة بين نزوة عابرة لرجل أخطأ وأقر بخطئه وتغلب علي شيطانه وأعلن ندمه وأغلق باب الخيانة بنفسه عازما علي ألا يعود لفتحه مرة أخري …

وبين طبع متأصل في رجل يستمتع بخياناته ويستحلها ويرتجل الجديد ويتفنن ويبدع في الكذب والوعود المزيفة بالتغيير للأفضل متباهيا بذكائه في إستغفالها.

– عندما تعتاد المرأة الخيانة بكل استسلام ، عندما يصبح إختيارها في كل القصص لدور الضحية المنكسرة الباكية الشاكية هواية .. !

– عندما يصبح أي نقاش لتنوير العقل ومخاطبة الكرامة والتمسك بالحقوق هو بمثابة دعوة للطلاق وتشريد أطفال وخراب بيوت ويهاجم هذا من النساء قبل الرجال !

ما الفائده لطفل ان يقوم بتربيته وتشكيل شخصيته وسلوكه أب خائن لا يخاف الله؟

ما المصلحة في وجود هذا الطفل في مناخ غير صحي ملئ بالمشاكل والتوتر ملوث بقصص قذره إما ان توسع مداركه بشكل سلبي أو تخلق منه شخصا معقدا؟

أي بيوت حريصون عليها؟ عن أي بيوت تتحدثون؟

البيت سكينة وهدوء واستقرار وراحة يجمع الأشخاص بالمودة والرحمة وليس مكان يجمعنا بشخص يستهلكنا نفسيا ويقتلنا ببطء ..!

(معشر النساء) إتقوا الله في أنفسكن ، إحرصن علي البيوت التي تمنحكن السلام ، تمسكن بالعلاقات التي تمنحكن السكينة، فالعلاقات وجدت لخلق جو مستقر وليس للتدمير المستمر.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 1372 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.