الجمعة , 19 أبريل 2024

عادل عبدالستار يكتب: إن الرائد لا يكذب أهله!

= 1114

حدث انه سخر الممثل “شكوكو” يوماً من طبقة المثقفين واستهزأ بهم في مشهد له ، وحينها غضب العقاد للغاية وقال في مقال مشهور .. كيف المشخصاتي يسخر من المثقفين وهو شخص فاقد الاهلية في الشرع ولا يجوز ان يشهد في زواج ولا في محكمة ولا يقيم علي ورثه ( كان وقتها الممثلون والمطربون لا تقبل شهادتهم فى المحاكم الشرعية )..

يومها قال شكوكو بشكل ساخر …تعالي ننزل ميدان التحرير وكل واحد يقف في جهه ونشوف الناس هاتتجمع علي مين أكتر !

رد العقاد : يا بائس لو كان الأمر بالكثرة لأتيت لك مكاني بفتاة عارية لترقص وما نظر ناحيتك أحد أبدا ..

ايها السادة … تلك هى مشكلتنا اليوم … وهى أن كثيرا من الممثلين والفنانين او من يٌطلق عليهم تلك الالقاب زوراً وبهتاناً مقتنعون ويؤمنون تماما بما كان يؤمن به شكوكو من قبل … انه وبما أن الناس تشاهدنى إذن انا على صواب بصرف النظر عن محتوى وقيمة ما يقدمة .او نوعية من يشاهده
والمشكلة الاخرى فى الناس أنفسهم … فهناك بعض الناس يحكم علي الانسان والفرد بكثرة أتباعه ولا ينظر بدقه في جنس الأتباع ..

فرٌب ساحر كذاب جمع حوله الملايين من الافاقين والدهماء والسوقه والرعاع ..ورٌب عالم لم يجمع حوله سوي نفر قليل من أهل الفضل والعلم وطلبة ..
الحكمة … لذلك علينا اولا أن ننظر الي الأتباع قبل أن ننظر للكثرة.

وإنطلاقاً من ما ذكرته الان اقول …

أن على المثقفين الحقيقين والنخبة الحق واصحاب الاقلام المستنيرة ..واصحاب الفن الهادف المحترم علينا جميعا أن نعمل على خلق بيئة مجتمعية افضل مما نعيش فيها الان … علينا أن نصبح صٌناع الوعى الصحيح .. ونٌحى باقلامنا المبادئ والمٌّثل والقيم التى نحتاجها الان بشكل مٌلح وضرورى … علينا أن نكون رواد هذه الامة …

لا يجب ان نظل نحن ايضا نتحدث عن السلبيات دون ان نتحرك … علينا ان نصنع بل ونصبح نحن تلك النخبة التى يمكنها أن تنتشل البلاد من الفوضى وأن تسير بالناس لطريق المستقبل.. إننا نحتاج الى طبقة جديدة.. من الاقتصاديين والمصرفيين، من الأطباء والمهندسين، من الأكاديميين والفنيين، من القانونيين والمدرسين.. إلى نخبةٍ كاملة يمكنها إدارة البلاد..

ويجب أن يمتد الامر إلى القوة الناعمة الى النخبة الأدبية من روائيين وسينمائيين ومسرحيين.. ومن شعراء وصحفيين وممثلين… علينا أن نعمل على إظهار النخبة الإبداعية القادرة على صناعة بيئة مجتمعية تكون القيم هى السمه الاصيلة والبارزة فيها … نحتاج الى من يعبر بنا فوق جسور اليأس الى شواطئ الامل .

ايها السادة … أنا ممن يؤمنون تماما أن علينا مسئولية كبيرة تجاه هذا الوطن … وتلك المسئوليه تتمحور فى صناعة الوعى لدى هذا الشعب …إن تلك الاقلام التى نمسكها بين ايدينا اؤمن انها تستطيع ان تصنع الكثير … تستطيع ان تغير ملامح الصورة الباهته الى صوره مٌضيئه وواضحه … تستطيع أن تخلق روح جديدة فى من حولنا … روح الحب والصفاء .. روح العمل والعطاء ..روح البذل والإيثار .. نستطيع ان نكون مراكز النور التى تضيئ الطريق لشباب هذا الوطن حتى لا يضلوا الطريق …

واختم مقالى بما اشار اليه استاذى المسلمانى وأراه قد اصاب تماما … وهو انه يجب أن تكون هناك نخبة أكبر من المشهد وأقوى من اللحظة.. نخبة تتجاوز المضارع.. وتقف فى قلب المستقبل.

و أن السنوات الماضية بما حل فيها من احداث قد حطَّمت معظم شواطئ اخلاق ومبادئ شعبنا .. وإنَّ ( قارب نجاة ) واحد لا يكفى للإنقاذ. إن إنقاذ مئة مليون مصرى يحتاج إلى أكثر من قارب فى المحيط. يحتاج الى تكاتف النخبه العاقلة ..

يجب أن نكون رواد حقاً… ولكن علينا أن نتذكر دائما .. أن الرائد لا يكذب أهله.

(حفظ الله مصر … ارضاً وشعباً وجيشاً)

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 3924 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.