الجمعة , 29 مارس 2024

عائشة الجناحي تكتب: معاناة الأطفال بصمت!

= 1252

سكت الطفل ونزلت دمعة صاحبها شهقة بكاء وقال: «لماذا يستميت الآباء والأمهات لإنجابنا إن كانوا غير أهل لتربيتنا؟».

للأسف بعض الأمهات والآباء يصب اهتمامهم الأكبر في العمل والدراسة والزيارات والتسوق أكثر بكثير من اهتمامهم في تربية أطفالهم فلذات الأكباد. فلا تجدهم يبذلون أي مجهود لمعرفة احتياجات أطفالهم الجسدية والنفسية، وبالتالي يقع هؤلاء الأطفال تحت وطأة الضغوط النفسية المدمرة.

وبعض أولياء الأمور يتركون الحبل على الغارب للعمالة المنزلية من الخادمات والسائقين بتكليفهم مسؤولية رعاية الأطفال بالاهتمام في الأمور الخاصة، التي تعّد من مسؤوليات الوالدين الأساسية كتحميم الأطفال وإعداد الطعام والتدريس وإعطائهم الأدوية والتوصيل إلى المدرسة ومتابعة مستواهم الدراسي في بعض مجالس أولياء الأمور الدورية.

اليوم لا يبدو مثيراً للدهشة أن نستمع إلى مآسي تعرض بعض الأطفال لحوادث العنف أو الاستغلال من قبل الغرباء، لكن ما يثير الارتباك والحيرة أن يكون إهمال الوالدين هو السبب الأساسي لتعرض بعض الأطفال للاعتداء بشتى أنواعه داخل المنزل.

كثيراً من الآباء والأمهات يثقون بالعمالة المنزلية ثقة عمياء تاركين أطفالهم معهم بدم بارد، وذلك لأنهم وجدوا في كل مرة أطفالهم والمنزل في حالة جيدة، فلم يخطر ببالهم أنه قد يكون لهم ممارسات شنيعة قد تترك بصماتها بقوة على نفسية الأطفال وحياتهم المستقبلية.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيّته).

حماية الطفل مسؤولية أسرية ومجتمعية، فالأطفال أمانة في أعناقنا جميعاً ويجب الحفاظ على سلامتهم وأمنهم، لذا آن الأوان للتخلص من الحالات المأساوية بنشر ثقافة حماية الطفل في أغلب الدوائر والمؤسسات من خلال توفير الحضانات التي تخضع إلى رقابة واشتراطات عالية المعايير في رعاية وحماية الطفل.

كما يجب على الوالدين استخدام التقنيات الحديثة لحماية الأطفال بتركيب كاميرات المراقبة داخل المنزل في الأماكن التي لا تتسم بالخصوصية. وفي حال اضطر الوالدان إلى ترك الأطفال مع العمالة المنزلية، يجب عليهم القيام بالزيارات المفاجئة للمنزل للاطمئنان على سلامة أطفالهم.

تتكرر آلاف القصص والحكايات المؤلمة التي يعاني فيها الأطفال بصمت، لأنهم لا يستطيعون البوح أو التحدث عن جرائم العمالة المنزلية التي تهددهم دائماً بالقتل أو الضرب أو التعذيب الجسدي؛ لذا للحد من هذه الجرائم في مجتمعنا، يتوجب على الأهالي الاهتمام والمراقبة الجادة بشكل متواصل لحماية الأطفال من النفوس الضعيفة.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6941 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.