الجمعة , 19 أبريل 2024

عائشة الجناحي تكتب: لن يعوّض غيابهم أحد !

= 1497

«أمي أريد أن أتبرع ببعض ما أملك للفقراء فهم بحاجة إليها أكثر مني»، «سأكون معكِ يا أختي الغالية معيناً دائماً»، «سندريلا عمتي الحبيبة كيف أمسيتِ»، «ابن أختي الغالي أحبك كثيراً»، «لا تبكي يا أمي سأكون بخير».. هذه بعض العبارات الأخيرة التي قالها محارب مرض السرطان قبل أن يتوفاه الله بعد صراع طويل مع المرض، ومحاولات جاهدة لمحاربة أكثر أنواع السرطان شراسة.

«يا ليت الزّمان يعود والّلقاء يبقى للأبد، لكن مهما مضينا من سنين، سيبقى الموت هو الأنين، وستبقى الذكريات قاموساً تتردّد عليه لمسات الوداع والفراق».

فموت الأحبة صعب جداً يتسبب في جرح عميق داخل قلوبنا لا يداويه زمن ولا تنسينا الأيام مرارته، فذكرياتنا مع من رحلوا ستبقى في عقولنا وقلوبنا للأبد مهما طال العمر. لكن كيف تستطيع أن تفارق روحاً كانت جزءاً لا يتجزأ منك؟ وكيف تهوّن على نفسك هذا الفراق الأبدي المؤلم وعبارات الأحبة التي لا تزال تحلق في عقولنا؟.

حين انتهت قصة محارب مرض السرطان الذي بلغ عمره 31 عاماً، تم غسله وتطييبه قبل دفنه فطلِب من المقربين الاقتراب منه لتوديعه، فلاحظ الجميع النور الذي يشع من وجهه وتم ذكر محاسنه. لكن شعرت أمه نبع الحنان بالألم وتذكرت كلامه للطبيب حين كان يتعالج في الخارج «أنا يا دكتور لا أخاف الموت إذا توفاني الله تعالى فذلك مقدر ومكتوب، ولكنني أخاف من أثر صدمة موتي على أمي وأبي أغلى ما أملك». فأجهشت أمه بالبكاء على فراق الابن الغالي.

بعدها اقترب والده منه ومسح على وجهه قائلاً: «لم تكمِل المشوار يا بني، سأفتقدك كثيراً فلقد كنت باراً طيباً صبوراً، إلى جنات الخلد يا ابني الغالي».

هذا الحب دلالة على بره وصبره على المرض الذي استغرق 7 سنوات، لم يتذمر أو يشتكي قط، بل كان راضياً بما قسمه الله له مراعياً لمشاعر المقربين منه، لأنه لم يقنط من رحمة الله أبداً، لذا لم يكن يتذمر أو يشتكي من حاله، بل كان دائماً يردد عبارة «أنا بخير» فقد كان صبوراً حتى في الحالات التي كان يشعر أنه يتقطع من شدة الألم.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه)، حث النبي على الصبر عند المصائب وحمد الله دائماً مهما كانت الظروف، لما لها من أجر وثواب عظيم. فحياة الإنسان لا تنقطع بموته فإذا حرص على استغلال حياته بوضع بصمة طيبة في حياة الناس حصل على ذكر حسن وأثر طيب، أما من كان له أثر سلبي يرحل ويترك الحياة منسياً.

«قد مات قومٌ وما ماتت مآثرُهم وعاش قومٌ وهم في الناس أمواتُ».

هناك أناس لن يعوّض غيابهم أحد، اللهم ارحم من فقدتهم العين وافتقدهم القلب كثيراً.

———-
* كاتبة إماراتية.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 3820 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.