الجمعة , 29 مارس 2024

عادل عبدالستار يكتب: الإمام..!

= 1379

إن ما دفعنى لكتابة هذا المقال تحت ذلك العنوان … إنما هى تلك الحرب الخبيثة التى يديروها نفراً للاسف من بنى جلدتنا ضد الازهر وشيخه ظاهرياً .. وضد الاسلام حقيقةً وتعمداً وقصداً ولا سيما بعد خطابه الاخير … وفى هذا الامر لى وقفات.

أولاً … هناك من أراد أن يتصيد فى الماء العكر وليٌصّدر لنا أن ثمة مشكلة او خلاف قائم فى الخفاء بين الرئيس والإمام الطيب ليزرع بهذا الطرح فتنة تخدم مصالح هذا الفريق … وقد ظهر هذا جلياً فى مقال احد اشهر كٌتَابِهم منذ يومين …. فبعد أن كان شيخ الازهر بالنسبة لهم هو شيخ الإنقلاب .. ويده مُلوثه بالدماء حسب زعمهم ..جاءوا اليوم على لسان أحد أشهر كٌتابهم ليقول لنا … اعترف اليوم أنى لم أنتبه الى بيان الإمام فى 6/30 إلا الآن .. وأن الرجل أى – شيخ الازهر – قد طبق قاعدة معروفه ونؤمن بها وهى ( قاعدة أخف الضررين) أى إنهم هاجموا الرجل حينها وهم أصلا لم ينتبهوا الى البيان … وقد انتبهوا الى صدق واعتدال البيان الان حسب ما ذكره كاتبهم فى مقاله الاخير… اذن كان الهجوم لمجرد الهجوم … وثم ذكر إنتقاده له حين رفض أن يستقيل من لجنة السياسات الا حين يعود مبارك من الخارج حينها …ثم ذكر مُبرراً هذا فى مقاله الاخير … أن الرجل إبن أصول ( وهو كذلك حقاً حتى دون شهادتكم ) وقد تصرف مع الامر بطبيعته الشخصية وأخلاقه التى تربى عليها ، وهكذا ظل يمدح فى الإمام كى يصل بنا الى الفخ الذى يريد أن نقع فيه جميعا وهو أن ثمة خلاف بين الرئيس والامام !!

و أرد على هذا وأقول:

1/ الرئيس – حين تحدث عن تجديد الخطاب الدينى بصفته المسؤول الأول فى الدولة المصرية، كان طرحه .. طرح يشمل وجهات نظر سياسية وفكرية، ومؤسس فى كل مرة تكلم فيها عن تجديد الخطاب الدينى على إسناد الأمر إلى أهله فى المؤسسات الدينية و على رأسها الازهر .. زاده الله تشريفاً.

2/ شيخ الأزهر- يناقش طرح تجديد الخطاب الدينى بصفته الرجل الأول فى أهم وأعرق مؤسسة دينية فى مصر والعالم الإسلامى، يناقش الأمر بشكل شامل من جوانبه الفقهية والبحثية والشرعية والمجتمعية.

لذا يبدو طبيعيا ومنطقيا أن تختلف طريقة الرئيس فى طرحه الخاص بالخطاب الدينى والشؤون الدينية عن طريقة فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، وهو اختلاف راجع إلى طبيعة مكان ومكانة كل منهما وليس ناتجا عن صراع أو خلاف كما يسعى البعض للترويج بهدف إيهام العالم بأن فتنة تشتعل فى القاهرة بين مؤسسة الرئاسة والأزهر، وهى محاولة من أخبث ما يكون للإضرار بصورة مصر وتشويه صورة العلاقة بين المؤسسات المختلفة فى داخلها… واقول لهم عودوا الى مقاعدكم فلن تنجح خطتيكم … فالرئيس والإمام أكبر من هذا بكثير.

ثانياً … الفريق الثانى الذى يبذل كل جهده للتجريح فى الازهر وشيخه وعلمائه ، وسَخّروا لهذا كثيرا من الفضائيات والاعلاميين ، يهاجموا الازهر وشيخه لانه يدافع عن سنة النبى الكريم .. تلك السنة التى أضاءت لنا الطريق كى نهتدى بها بعد القرءان الكريم ، ونقول لهم .. لن تفلح مساعيكم الخبيثه لان شعورا تسرب للناس بأن الذين تصدوا لمعركة التنوير( ظاهرياً فقط ) شتامون أكثر من كونهم مفكرين … فحين سأل احد علماء الازهر مثلا الكاتبه ناعوت عن اسم كتاب واحد قرأته قبل أن تخرج تنتقد هذا الامر او ذاك … والله لم تذكر كتاباً واحداً ( والحلقه كامة موجودة على اى حال لمن اراد الرجوع اليها ) إن هؤلاء الحمقى قد انطلقوا فى الفضائيات واستخدموا ألفاظ هتك العرض والحرق، لوصف كتب التراث والأئمة الأربعة !!

وأقول لهؤلاء العلمانيين .. أن الفرق بين العلمانية في الغرب والشرق، أنَّ الغربيين مُتسقون مع أنفسهم، فرفضوا منعَ النقاب مثلا … لأنه حريةٌ، وهم يُطلِقون الحرياتِ بلاقيدٍ لذا تَجِدُهم يقبلون الشذوذَ، ومعاشرةَ الحيواناتِ مثلاً، بينما الراديكالية العلمانية الشرقية وهم كثر فى بلادنا تدعم الحرياتِ ما دامت تُخَالِف الإسلام، وقد أظهرتْ أزمةُ النقابِ الاخيرة تناقضهم، وصارَ واضحاً أنْ ليس هدفُهم منعَ النقابِ وإنما هدفهم مَحْوُ الطابِعِ الديني من المجتمع … ثم كلامهم عن السنة والتراث لن يقف الى هذا الحد إذا نجحوا فى هذا … و إنما سينتقلون الى ملف جديد يدفعهم اليه إسيادهم ومن يملئوا جيوبهم بالدولارات … وهذا الملف سيكون القرءان نفسه !!

سيقول قائل حينئذ وكيف نضمن أن هذا هو القرآن الذى نزل على الرسول … وإذا قلنا له كيف تقول هذا وتوجد ايه تقول (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) سيقولون ومن يضمن لنا أن تلك الاية اساسا موجودة فى القرآن فقد جاء الينا القرآن متناقلا عبر الازمان !!

وهكذا من جدال الى جدال ومن ملف الى ملف … فعلينا أن ننتبه …. واقول لهم لن ولم يفلح الفاسدون … وصدق الله العظيم حين قال (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون).

(حفظ الله الازهر وشيخه … وحفظ الله مصر .. ارضا وشعبا وجيشا)

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6953 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.