الجمعة , 19 أبريل 2024

وردة الحسيني تكتب: “فيزة المحشي” ورواندا تشيك!

= 1275

الصور القديمة عن دول القارة الافريقية ماتزال عالقة بذهن البعض، حيث تعتبر دولا كثيرة بها مرآه للجهل والتخلف، رغم تبدل هذه الصورة تماما حاليا، والمؤسف ان هذه النظرة المتعالية تستهين بدول مهمة وقد تقود للتعدي بكلمات جارحة علي دول شقيقه والنتيجة اساءة وتوتر في العلاقات بين الدول..

ففي إحدى المسرحيات، التي يتم بث إعلان عنها بصفة مستمره بإحدى الفضائيات ،يتحدث أحد الممثلين قائلا ان التأشيرة إلي بوركينا فاسو صعبة ، فترد عليه الممثله الواقفه أمامه ،وبتطاول غير مقبول ومرفوض، قائلة: “بعد طبق محشي الفيزا تيجي لك علي طول”!

طبعا هذا لايجب السكوت عنه ويجب ألا ننتظر لوقفه استهجان الدولة المعنية بذلك حال علمها به، وأوجه لهؤلاء سؤال: ماذا تعرفون عن رواندا مثلا..اجابتهم المتوقعه وفق مصادر معلوماتهم السطحية ستكون كلمة “رواندا تشيك” التي قالها الممثل محمد هنيدي بأحد افلامه !

وأدعو أصحاب هذه الانطباعات السلبية والألفاظ المسيئة للنظر لما حققته رواندا التي تقع بشرق افريقيا وتعد منبعا لنهر النيل، نعم قبل ٢٤عاما فقط كانت هناك حرب اهلية طاحنة بها بين جماعتي الهوتو ، الأغلبية، والتوتسي، الأقلية، وشهدت تلك الحرب ما يشبه الإبادة الجماعية وتدمير للبنية الاساسية، وإلى هنا تجمدت صورة رواندا بذهن هؤلاء..

لكن بالرغم من هذه الظروف والتحديات تحولت رواندا لعاصمة للسياحة الافريقية وأصبحت العاصمة كيجالي بالمركز الاول كأحلي وانظف مدينة بافريقيا، واحتلت رواندا المرتبة الاولي افريقيا بمستوي الشفافية والمرتبة ٤٤ عالميا في الدول الاقل فسادا ، واقتصاد رواندا الآن يعد الاسرع نموا بأفريقيا والعالم ..

أخيرا لاشك ان التحرك المصري تجاه القارة السمراء بعد يونيو، أكد الايمان بأهمية افريقيا لنا ، وذلك وفقا لإعتبارات الأمن القومي وغيرها من الاعتبارات السياسية والاقتصادية ، حيث جرى التركيز علي خلق مصالح متبادلة تعزز الروابط المشتركة، لكن يبقى نشر الوعي والادراك بأهمية افريقيا لدي فئات أخري خاصة الاعلامية والفنية، كأصحاب المحشي ورواندا تشيك!

————-

Wardaelhusini@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 3605 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.