الخميس , 25 أبريل 2024

عادل عبدالستار يكتب: إدارة خطبة الجمعة..!

= 1608

كنت قد استمعت منذ فترة لخطبة جمعة ألقاها وزير الاوقاف الدكتور مختار جمعة وأشار فيها أن فى مصر أكثر من 110 آلاف مسجد …وهذا يعنى أن لدينا اكثر من 110 آلاف خطبه جمعه وخطيب ……وكان الرجل يستشهد بهذا الامر ليقول أن بلد به الازهر وبه اكثر من 110 آلاف مسجد وبه اكثر من 20 الف معهد أزهرى …لا يمكن أن يكون بلد جاهلية…وانا اؤمن بما قاله الوزير … وتقديرى انه كان موفقا فى العنوان والطرح حسب تقديرى….

وفى هذا المقال اريد ان اسلط الضوء على جانب آخر بجانب الذى طرحه فضيلته فى خطبته

وهو انه وعلى الرغم من هذا العدد الكبير من المساجد ومن ثم خطباء الجمعة الا ان نسبة التغير غير ملحوظة فى تغير المفاهيم ومن ثم السلوك والاخلاق والمعاملات

…وقد قدر لى اليوم أن أقرا تحليلا او تفسيرا لهذا الامر .. ربما أذهب عنى بعض الحيرة والاندهاش ..من عدم وجود تغير واضح رغم كل هذه المساجد …وساعرض هذا التحليل على القارئ الكريم من خلال مقالى هذا….. ربما ساعد بشكل او بآخر على توضيح الامر وتفسيره …..

يقول الكاتب: انه يتم إلقاء أكثر من مليون خطبة جمعة كل اسبوع ، ولا نجد لها أثراً في الأمة إلا ما ندر!!

ولن أتحدث عن مهارات الإلقاء الضعيفة لدى معظم الخطباء فتطويرها سهل لو أراد واهتم المسؤلون بذلك ، أو أراد الخطيب تطوير نفسه .

وإنما سأركز فقط على جزء مهم واحد فقط وهو (أهداف خطبة الجمعة):

معظم الخطباء يلقي خطبته وليس في ذهنه أية أهداف ، وإنما يريد الوعظ العام أو إيصال معلومات دينية ، وهذا جميل والأجمل منه أن تشتمل الخطبة على ما يساهم بوضوح ( وبأهداف محددة ) لتحقيق بعض أو كل ما يلي :

١- تغيير قناعات خاطئة تجاه الدين أو الحياة ( مثل التكفير، أو التطرّف ، أو العداء لكل البشرية ما عدا المسلمين ، أو النظرة الدونية أو التصغيرية لدور المرأة في الحياة ، أو عدم التفريق بين قضايا العقيدة والفقه ، أو خلط الصغائر بالكبائر …. والقائمة طويلة جداً لكن يندر من يتحدث عنها ).

٢- تغيير الاهتمامات التافهة التي تشغل أوقات الناس وبالذات الشباب ( مثل المبالغة في متابعة الرياضة أو الفن ، وعدم استغلال الأوقات ، وضعف القراءة ، وقلة الانتاجية ، وعدم الربط بين الأوقات اليومية وخطة الحياة ، بل عدم قضاء وقت كافي للتخطيط للحياة نفسها ، والترتيب لاكتساب المهارات …. والقائمة ايضا طويلة وأيضاً يندر من يتحدث عنها.

٣- فهم كيف تبنى العلاقات وكيف يتم إنهاؤها وإصلاحها ، ومن الذي يجب عدم بناء علاقة معه ، والقوانين الحاكمة لموضوع العلاقات ، وكيفية إدارة الذات والتحكم بالانفعالات التي يمكن أن تدمر العلاقات … وهي أيضاً قائمة طويلة لها ما يعالجها في القرآن والسنة لكن معظم الخطباء يعرف الآيات والأحاديث لكنهم لا يحسنون استعمالها لتوجيه العلاقات.

٤- تغيير القدوات باستعمال قصص الأنبياء عليهم السلام والسيرة الشريفة وقصص العظماء من المسلمين وغيرهم في القديم والحديث ، لكن بشرط ألا تروى على شكل قصة يستمتع بها الناس ثم تنتهي الخطبة ، وإنما تستغل القصة لتحقيق الأهداف أعلاه ، ولاستبدال الأمثال العليا السيئة التي يتعلق بها الشباب والفتيات بأخرى تستحق الاقتداء بها ، مع تأكيد أن المطلوب هو ” قدوات وليس قدوة واحدة ” أي لا يتم التعلق بشخص واحد فقط عدا الرسول الكريم … وإنما يتم أخذ نقاط القوة من كل شخص وترك نقاط الضعف ، ومع تأكيد مبدأ “من كان مقتدياً فليقتد بمن مات ، فإن الحي لا تؤمن فتنته” ، وغيرها الكثير من قواعد القدوات.

ورسالتى وهدفى من هذا المقال هو انه على الأخوة الخطباء والدعاة والداعيات التخطيط لخطبتهم لتحقيق أهداف محددة ، اهداف تخدم دينهم ودنياهم … اهداف تسعى للإرتقاء بالناس ومن ثم الأمة بكاملها ، عليهم أن يتقنوا ما يقومون به وقد علمنا ديننا الإتقان ، وليتذكروا المهمة العظيمة التي تحملوها ، والفرصة الكبيرة التي منحهم الإسلام إياها بوجوب جلوس الناس صامتين أمامهم يستمعون إليهم … فهى فرصه يستطيعون من خلالها ان يصنعوا جيلاً لديه مفاهيم صحيحه ومن ثم سنرى التغير الذى نسعى إليه فى السلوك والمعاملات.

(حفظ الله مصر … ارضاً وشعباً و جيشاً)

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 3107 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.