الخميس , 25 أبريل 2024

المواقف والمبادرات العُمانية تجاه القضية اليمنية تحظى بالتقدير الدولي والأممي

= 1178

مسقط – حياتي اليوم

تبرهن الإشادة الأممية بالمواقف الإيجابية وجهود سلطنة عُمان في اليمن، على الرؤية الحكيمة للقيادة السياسية في معالجة في مختلف القضايا، والنظرة الثاقبة في آلية حلحلة الأزمة في اليمن، والتي تستند في أساسها إلى دعم لغة الحوار وتشجيع الأطراف المتنازعة على الجلوس على مائدة المفاوضات، بعيدا عن حمل السلاح وإشهاره لبعضهم البعض.

تمثلت رؤية القيادة السياسية في استضافة السلطنة للمفاوضات الخاصة باليمن في أغسطس 2015، والتي وصفها المبعوث الأممي لليمن السابق إسماعيل ولد الشيخ بأنها كانت أول لقاء إيجابي بين أطراف الأزمة اليمنية بعد فشل مؤتمر جنيف، وهذا يدل على رؤية السلطنة الداعمة للجهود الأممية في هذا الصدد، وانتهاج السلطنة مبدأ الحوار ونبذ العنف والتأكيد على ضرورة التفاوض للتوصل إلى حل دائم وعادل وشامل لمختلف القضايا.

تكشف التصريحات التي أطلقها ولد الشيخ، عن حجم الدعم العماني لليمن، وهي كلها تعكس البُعد الإنساني للسلطنة في اليمن؛ حيث قدمت عُمان العديد من التسهيلات والمساعدات الملموسة لليمنيين، مثل تقديم الخدمات العلاجية واستضافة اليمنيين، فضلا عن توفير الاحتياجات الإنسانية والضرورية.

ولعل تأكيد المبعوث الأممي لليمن على أهمية الجهود العمانية في هذه الأزمة، يعكس حرص السلطنة على وحدة الأراضي اليمنية والتأكيد على ضرورة نشر السلام في المنطقة، ونزع فتيل الأزمات، ومواصلة جهود التنمية والبناء.

ووفقاً للمحللين والخبراء، فإن الدور العماني في اليمن نابع من الوشائج الأخوية والعلاقات القوية التي تجمع البلدين، بحكم عوامل عدة، في مقدمتها الجوار والروابط التاريخية، ولذلك تأتي مثل هذه الإشادات لتترجم مدى الاحترام والتقدير الذي يكنه العالم للسياسة العُمانية ومبادئها.

ثم جاءت جولة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون فى المنطقة، التي شملت سلطنة عمان والسعودية واليمن، عقب اختيار الدبلوماسي البريطاني مارتن جريفيث لخلافة الموريتانى إسماعيل ولد الشيخ أحمد، كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، لتكشف عن دور عماني يعود بقوة على خط الأزمة اليمنية، وهى الجولة التي بدأت سرية، ثم خرجت إلى العلن من خلال استقبال السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، لوزير الخارجية البريطاني.

إذ يبذل الجانب العماني جهودا حثيثة لحل الأزمة اليمنية ، وتمتلك سلطنة عمان عددا من المعطيات التي تؤهلها لدور سياسي مهم فى حل قضايا المنطقة وعلى رأسها الأزمة اليمنية، من أهمها وقوف السلطنة على خط واحد من أطراف النزاع فى اليمن، ولديها ما يؤهلها بأن تكون الواجهة لحل الأزمة الخليجية، ولعل الاتصال الذى قام به الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الأخير مع السلطان قابوس، وبعدها زيارة الوزير المسئول عن الشئون الخارجية يوسف بن علوى إلى واشنطن، ما يؤشر على الدور المستقبلي لسلطنة عمان لحل أزمة الخليج، لما لها من تأثير فى المنطقة بشخصية السلطان قابوس، الذى لديه دراية كبيرة بالواقع الخليجي والعربي، وله مفاتيح حل معينة ربما يجهلها من أخذوا على عاتقهم حل هذه الأزمة، لذلك بادرت الإدارة الأمريكية بطرق الباب العماني والتحدث إلى رأس هرمها السياسي، لعلمها بوجود نماذج ناجحة حققتها سلطنة عمان فى حل أزمات المنطقة، ونموذج الأزمة النووية الإيرانية شاهد على ذلك.

إن نجاح السلطنة فى حل أي أزمة فى المنطقة هو ناجم عن سياسة اتبعتها فى التعامل مع قضايا المنطقة، هذه السياسة ميزتها عن غيرها من الدول وأكسبتها احترام الجميع وهى “الحيادية التامة”، وقد تجلى ذلك فى أزمة اليمن وغيرها، حيث إن سلطنة عمان هى الدولة الخليجية الوحيدة التى لم تشارك فى ما يسمى “عاصفة الحزم”، فكانت الملتقى لأطراف النزاع اليمنى ولم تفرق بين الحوثيين وحلفائهم، وبين قوات الرئيس هادى والمساعدات الطبية والإنسانية تصل لكليهما.

شاهد أيضاً

الاثنين القادم .. الشورى العُماني يناقش مشروع قانون الإعلام والسياسة الإعلامية

عدد المشاهدات = 7017 مسقط، وكالات: يستضيف مجلس الشورى العُماني الاثنين المقبل الدكتور عبدالله بن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.