الخميس , 28 مارس 2024

عائشة الجناحي تكتب: التنمر في العمل!

= 1563

كان يرى والدته في المنام كل يوم وأجزاء من جسدها تحرَق في النار، فكان يدعو لها بالرحمة ليهون عليها الخالق ويغفر لها خطاياها. واستمر ذلك لمدة ثماني سنوات، وفي يوم جاءته في المنام مبتسمة فسألها: «لماذا كنت تتعذبين يا أمي؟»، فقالت: «بسبب الحليب».

كان والده متزوجاً قبل والدته ورزقه الله بولد من زوجته الأولى، فكانت أمه لا تراعي الله في معاملة ابن زوجها، فلقد كانت تصب الحليب لابنها في الصباح بحيث تعطيه كوباً ممتلئاً، في حين كانت تعطي ابن زوجها كوباً نصفه حليب والنصف الآخر تملأهُ بالماء. تتعذب في قبرها ثماني سنوات بسبب ظلم كانت تظنه بسيطاً.

قال تعالى: (وتحسبونه هيناً وهو عند اللّه عظيم) – سورة النور(15).

واليوم كم من موظف يعاني بسبب عدم كفاءة بعض المديرين في إدارة العمل والموظفين، فبعض المديرين عديمو الخبرة أو يتسمون بشخصيات مكروهة في التعامل. كالذين يبرعون في توجيه أصابع الاتهام إلى الموظفين بشراسة حين تواجههم أقل مشكلة من غير التحقق والتأكد منها.

وذلك بسبب اعتمادهم على الموظفين المنافقين الذين ينقلون دائماً أسباب تأخر البعض في إنجاز بعض المشاريع التي قد لا يكون لها أي أساس من الصحة. وسلوك هذا المدير هو الذي يساهم في استمرار التنمر الوظيفي بين الزملاء في العمل.

وبعض المديرين تجده في قمة العنصرية لفئة معينة من الموظفين، لأن لديه اهتمامات أو ظروفاً مشتركة معهم، كالذين تخرجوا في نفس الجامعة أو إتقانهم اللغة أو الذين لديهم شهادات عليا. وهذا التمييز ليس له أي علاقة بكفاءة الموظف، فتصبح بيئة العمل ملغمة وغير صحية.

يعبر أحد الموظفين عن استيائه للمتنمر بقوله: «ما هو الذنب الهائل الذي اقترفته لكي أستحق هذه المعاملة؟». يجب على الموظف أن يتصرف بقوة وثقة وإن كان يشعر عكس ذلك حتى لا يزداد سلوك المتنمر سوءاً.

فإذا انتقدك المتنمر أمام باقي الموظفين جهراً، لا تشعر بالإحراج وتقدم له الاعتذار، بل أخبره بأن التحدث في هذا الموضوع على انفراد قد يحقق نتائج أفضل. وإذا قام المتنمر بالصراخ لا تقرر الصمت أو التجاهل، بل يجب عليك مواجهته بعقلانية وحكمة حتى توقفه عند حده.

في ظل جهل الموظف بحقوقه في العمل، قد يجعله ضحية سهلة لتنمر الموظفين. ومع مدير لا يملك صفات القائد الناجح التي تتمثل في متابعة جميع أمور المؤسسة ستجده يلقي اللوم على الموظفين بدلاً من التواصل معهم لينتبه إلى الأمور التي قد يغفل عنها، وبالتالي ستضطرب أجواء المؤسسة وتتفاقم خلافات الموظفين مع بعضهم فينحدر مستوى المؤسسة تدريجياً.

المدير الناجح يتعامل مع الأخطاء كفرصة للتعلم مهما كانت هذه الأخطاء بسيطة، لأن بإمكانها تحقيق النجاح في المرات القادمة، لذا تجده لا ينفعل ويحبط الموظفين، بل يحاول أن يكون أفضل قدوة ليحتذوا حذوه في إخلاصه في العمل وتعامله الإيجابي مع الموظفين.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6215 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.