السبت , 20 أبريل 2024

د. إيمان فريد معاذ تكتب: الفقر والغنى بمفهوم آخر!

= 1483

عندما بدا على الصغير أعراض التعاسة، وأعلن عن عدم سعادته رغم كل مظاهر الحياة التى يوفرها له الأب فاحش الثراء صاحب الجواهر النادرة والقصور الفارهة والمزارع والخدم.

وعندما يأس الأب من هذا الصغير البائس قرر أن يعاقبه وان يعطيه درسا قاسيا.

فأرسله إلى الوادي حيث يعيش الفقراء والبؤساء من المزارعين ، على الطبيعة.

ومرت الأيام والشهور … ثم أحضره مرة أخرى إلى القصر ، أشعث الشعر ومغبر الثياب.

سأله الأب .. بنظرة لا تخلو من شماتة وإشفاق.

الآن قل لي: ماذا رأيت لديهم؟ وماذا رأيت لدينا؟

فأجابه الصغير بقلب هادئ، وصوت مطمئن: رأيت أن لدينا قصرا كبيرا محاط بسور عال، ولديهم الوادي بأكمله.

رأيت أن لدينا بالحديقة حوض صغير نسبح فيه، ولديهم المحيط بأكمله.

رأيت أن لدينا مصابيح صغيرة تضيئ القصر، ولديهم الشمس تضيي لهم النهار، والقمر يضيئ لهم الليل.

وجدت أن لدينا القليل من الخدم يساعدوننا ، وهم جميعا يساعدون بعضهم بعضا.

رأيت أننا نشترى الفاكهة والخضروات، وهم يزرعونها.

رأيت أن لديهم الكثير والكثير، أشكرك يا أبي لأنك .. كشفت لي .. كم أنا فقير …..!

هكذا تقول الأسطورة الهندية، وهكذا تعلمت منها المفهوم الآخر للفقر والغنى.

فعندما ينعم الله عليك بلحظات الصفاء، تتمدد فيها على العشب وتتلفح بالسماء الصافية، وتطلق روحك تهيم إلى حيث تشاء.

تشعر حينها وكأنك تملك العالم، تشعر بأعلى درجات الرضا الذى يشعر به بعض الفقراء والمساكين والذى يفتقده الكثير من الأغنياء.

فالفقر والغنى..وجهة نظر..تفرضها عليك نفسك الجائعة للحياة.

ربما تكون كلماتي خيالية لدى البعض، تافهة لدى البعض الآخر.

ولكن الحقيقة أن لهذه الأسطورة الهندية تأثيرها البالغ على نفسي منذ الصغر، وعلى نظرتي لمفهوم الفقر والغنى.

هذه النظرة التى جعلتنى دائما فى حضرة أصحاب الثراء أشعر أنني الأغنى.

وفى حضرة أصحاب القلوب الصافية، المتوهجة والمتوحدة مع نور الخالق العظيم، أشعر أنني أفقر الفقراء.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 4387 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.