السبت , 20 أبريل 2024
اعتناق الإسلام في أوغندا على يد الاخوة العمانيين

العُمانيون في أوغندا … سفراء حضارة انسانية

= 1940

مسقط، خاص:

تقاس قوة الأمم بما تتركه من تأثيرات وبصمات على الأمم الأخرى بصور عديدة، تنعكس بجلاء في الجانبين الثقافي والإنساني. والعُمانيون باعتبارهم أمة وحضارة ساهمت في صنع التاريخ البشري، والتأثير الإيجابي الفاعل على الأمم التي اختلطوا بها وأسهموا في بنائها، لما يملكونه من رصيد حضاري وخصال إنسانية ووعي منفتح على الشعوب.

وقد كان التأثير العُماني في الغالب راجعاً إلى التجار العمانيين الذين كانوا يسافرون إلى البلدان الأخرى بحثاً عن الفرص وفي نفس الوقت قدموا رسالة الإسلام إلى شعوب تلك الدول في أنصع صورها وتجلياتها، وكانت أوغندا تلك الدولة الأفريقية التي تقع في عمق القارة الأفريقية، واحدة من تلك البلدان التي أثرت فيها عُمان.

وخلال فترة حكم سعيد بن سلطان في زنجبار، توغل العُمانيون إلى العمق الأفريقي من الشاطئ الغربي “مومباسا” في كينيا، سيراً بالأقدام رغم ما واجهوه من المخاطر الطبيعية ومخاطر التعرض لهجوم الحيوانات البرية والثعابين وغيرها، وصولاً إلى المناطق الأفريقية الأخرى.

وفي عام ١٨٤٤م، دخل أحمد بن إبراهيم العامري إلى أوغندا وهو يعتبر من أوائل العُمانيين الذين وصلوا إلى أوغندا، حيث قام بعرض الإسلام على ملك “بوغندا”، ثم بعد ذلك تبعه الكثير من العُمانيين.

لقد ساهم وصول العمانيين إلى أوغندا واستقرارهم فيها في توسع وازدهار الحركة التجارية العُمانية، فأصبح الكثير من التجار يقدمون على عرض وتبادل تجارتهم في أوغندا، واستقر بعضهم فيها بعدما شعروا الأمان.

التأثير العُماني في أوغندا

لم يمض وقت طويل حتى ظهرت بوادر التأثير العُماني على ثقافة الشعب الأوغندي، حيث غيرت بعض القبائل الأوغندية الملابس الخاصة بها، وظهرت الملابس العُمانية (البشت والدشداشة) في أوساط الشعب الأوغندي ، وكان الملك الأوغندي (كاباكا)، أول من ارتدى الدشداشة العُمانية (المعروفة باسم كانزو) والبشت (المعروف باسم بيسوتي)، ثم تَبَعهُ كبار المسؤولين في الدولة.

وقد اتخذ الأوغنديون الدشداشة لباساً لهم في قرية بوغندا أولاً؛ ثم بدأت بالانتشار ببطء إلى القرى المجاورة. ويعتبر نموذج الدشداشة العُمانية القديمة التي تم خياطتها باليد في عُمان؛ هي المستخدمة حتى الآن في أوغندا، وتبيعها المحلات، والأسواق المحلية (في بوغندا، بسوجا، بونيورو، تورو). كما شمل التأثير العُماني على الأوغنديين في ارتداء الإزار.

وعندما سافر العمانيون إلى أوغندا وغيرها من المناطق، حملوا معهم اللبان؛ فأصبح استخدامه مشهور في أوغندا، وما زال السكان المحليون يستخدمونه في مناسباتهم المختلفة حتى الآن. وكانت الحلوى العمانية ذائعة الصيت تجلب من مومباسا في كينيا؛ ولاحقاً بدأ العُمانيون صناعتها في أوغندا. ويتم توزيع الحلوى العمانية دائماً في مناسبات الأفراح.

ألهم العُمانيون الشعوب التي اختلطوا معها مختلف العادات والفنون وفي أوغندا شاركوا بفنونهم ورقصاتهم التقليدية مع المحليين في الاحتفالات العامة كمراسم الأعياد والزواج وغيرها. وأصبح لدى المسلمين في أوغندا رقصة باسم ” ماتالي” التي صارت مشهورة في مناسباتهم؛ مثل المولد النبوي ومراسم الزواج ، كما تعلم المحليون أيضاً من العُمانيين كيفية الرهن، للحصول على بعض متطلباتهم الحياتية. وطرق الذبح وفقا للشريعة الإسلامية.

شاهد أيضاً

الاثنين القادم .. الشورى العُماني يناقش مشروع قانون الإعلام والسياسة الإعلامية

عدد المشاهدات = 3119 مسقط، وكالات: يستضيف مجلس الشورى العُماني الاثنين المقبل الدكتور عبدالله بن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.