الجمعة , 19 أبريل 2024

ياسر عامر يكتب: عصابة “علي بابا”!

= 1343

لم يكن “علي بابا” الذي ذكر في التراث في قصة “علي بابا والأربعين حرامي” رجلا شريفا في مقابل عصابة الأربعين حرامي، فمن وجهة نظري، وللأسباب التي سأذكرها حالا أن علي بابا يعتبر ضمن أفراد العصابة بل أكثر منهم إجراما بإعطائه الشرف والأمانة لنفسه، ومع ذلك للأسف صار وأصبح وأمسى وبات نموذجا يحدث في عصرنا الحالي تحت شعار من “يسرق من الحرامي ليس حرامي” فصرنا كلنا علي بابا.

حقق “علي بابا” ثروته الطائلة عن طريق سرقة عصابة الأربعين حرامي من المغارة التي يستخدمونها مقرا لهم ومخزنا لمسروقاتهم، فأصبح بعد الفقر والضنك يلبس حريرا في حرير …بدلا من ان يلبس الحديد في حديد، لأنه لص، كان ممكن ان يبلغ عنهم الشرطة، ليخلصوا العباد والبلاد، من شرهم ويرجعوا الحقوق لأهلها، ولكنه فضل تركهم ليسرقهم هو الآخر، ويعود للمغارة، كلما أراد فيفتحها بكلمة” افتح يا سمسم” بلا أدني مجهود ولا تعب، ولا عمل، لم يتحر حتي مصادر رزقه، بل سرق وتزوج جاريته ” مرجانه ” التي علمت سره هي الأخري ولم تعترض.

كلنا ننتمي لعصابة علي بابا ندعي الشرف، نسكت عن الفاسد ،إما لأننا نستفد من فساده، او علي أمل ان يأتي لنا فرصة دخول مغادرته، بمفتاح السر لنسرق مما جمع، فمنا من يستحب السرقه من المال العام، بحجة أن الدولة تسرق المواطن، وتلهب ظهره بسياط من ضرائب ومكوس وارتفاع في الأسعار، فبسرقته لها كأنه يأخذ جزء من حقه، ومنا من يستحل غسيل الأموال، بحجة أنها بيزنس أو يسرق، و يحج بمال مسروق، او مجهول المصدر، أو يقتنص تأشيرة حج بطرق غير مشروعة.

منا من يستغل منصبه ويتربح بمشاركة الفاسدين، منا من يسهل إقتراض أموال بنوك بمشاركة المقترض، واهو كله مال في مغارة عصابة علي بابا، وحالات أخري كثيرة، من يزور تأشيرات، ومن تتزوج عرفيا لضمان عدم إنقطاع معاشها من زوجها السابق المتوفي، وحالات أخري كثيرة، فيجب علينا
أن ننتبه فلا نكون ضمن زمرة الأربعين حرامي، أو من عصابة علي بابا فهو ليس شريفا ومن يفعل مثله ليس شريفا حتي ولو تزوج 100 مرجانة.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 3923 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.