الخميس , 28 مارس 2024

نعم تعلمت من تلك الحرب!

= 1546

بقلم: عادل عبدالستار

شاهدت إحتفالات مصر بحرب اكتوبر مثل ملايين غيرى فى مصر وخارج مصر ولم يكن فى ذهنى آنذاك اننى سوف اكتب تلك الكلمات ولكن بعد ان انتهيت من مشاهدت الاحتفلات تذكرت شيئا مهما وتوقفت كثيرا امامه وهو ان هؤلاء الجنود وقادتهم هم انفسهم الذين حاربوا فى حرب 67 ولو انهم حققوا وقتها ما حققوه فى اكتوبر لكان الوضع مختلف ، اذنً ماذا حدث؟ ومن اين جاء هذا التغير فى الاداء ومن ثم النتيجه ، وهنا اريد ان اقول (حسب رؤيتى التى تحتمل الصواب والخطا).

ان هذا التغير حدث لعدة أسباب ، وأيضا من نفس هذه الاسباب تعلمت عدة اشياء ساذكرهم بالتوازن:

1/هذا التغير حدث فى رائى عندما نجحت تلك الجنود وقادتهم من تحديد هدف واضح وعملت جاهده على تحقيق هذا الهدف وبمنتهى الجد

اذنً عندما يحدد الانسان هدفا له ويسعى لتحقيقه بجهد واخلاص يصل الى ما يتمنى حتى وان بدى يبدو انه صعب المنال

2/ ان هؤلاء الجنود وكأنهم اعادوا اكتشاف انفسهم من جديد واكتشفوا طاقات داخلهم ربما هم انفسهم لم يعلموا بها من قبل .. فكان هذا الاداء وتلك النتيجه

اذنً أن هناك داخل كلا منا طاقه لم يتعرف عليها بعد ، من الممكن جدا ان تخرج عندما تسعى انت الى اكتشاف ذاتك من جديد او اعادة اكتشافها وتوظف تلك الطاقه الكامنه والخفيه داخلك لتحقق اهدافك ونجاحك

3/ الاصرار والعزيمه على تحقيق النجاح وكان هذا واضح وجلى فى اعين الجنود جميعا حتى هؤلاء الذين كانوا فى اخر الخطوط الدفاعيه ( كما ذُكر بعد ذلك)

اذنً عندما يتحلى الانسان بالعزيمه والاصرار فى طريق تحقيق النجاح فانه وبلاشك يسلك الطريق الصحيح

4/ان هؤلاء تعلموا فى المدرسه العسكريه المصريه ومدرسه احمد اسماعيل (وزير الدفاع وقت الحرب) والفريق الشاذلى ومُعاونيهم ، كيف يعملوا كفريق واحد وان يؤمنوا باهميه العمل بروح الفريق وان لكل دور وان كان بسيط له اهميته وانعكاسه على العمل بشكل عام(واشير هنا انه كان من ضمن شروط الانضمام الى مؤسسه علميه معروفه ان الباحث الجديد يجب ان يجيد العمل ضمن فريق … كما ذكر ذلك عالمنا الجليل أحمد زويل … رحمه الله )

اذنً عندما يتحلى الانسان بروح العمل الجماعى يستطيع ان يُخرج اجمل ما عنده ثم ان الاحتكاك مع الاخر يُنمى خبراتك ويُثقلها ويضيف اليك ويعطيك فرصه التعلم من خبرات الاخر

5/ لاشك وان السادات وكل القاده… هؤلاء الرجال الرائعون استطاعوا وان يخرجوا هؤلاء الجنود من حاله الاحباط وربما الانكسار بسلام وامان واستطاعوا ان يغرسوا فيهم روح الامل والبقاء

اذنً.. على الانسان ان يعلم ان هناك دائما امل فى القادم وامل فى الغد ولا يجب ان يستسلم ابدا لشعور اليأس والاحباط والنكسار ولا يسمع لهؤلاء الذين يدّعوا دائماً ان الطريق قد انتهى ، وان مخزون عزائم البشر قد فرغ ، وانه ليس فى الامكان افضل مما كان ، وهذا ليس صحيح ، وانا اقول لهؤلاء وبصوت عالى وواضح انظروا الى كل نموذج كان يبدوا للوهله الاولى انه قد انتهى ثم انظروا الى ماذا وصل وحقق؟

انظروا الى طه حسين كيف كان وكيف اصبح ؟ انظروا الى العقاد كيف كان وكيف اصبح ؟انظرو الى ام كلثوم كيف كانت وكيف اصبحت؟ ثم انظرو الى مصر نفسها كيف كانت بعد النكسه وكيف اصبحت اثناء حرب اكتوبر؟ وكيف انها اذهلت العالم كله فى ست ساعات فقط ؟

كل هؤلاء تحلوا بالصبر والعزيمه والاصرار والامل، وعمِلوا بجهد وجد واخلاص فكانت النتيجه الطبيعيه ان يتوج كل هذا بالتوفيق من رب العالمين ، ولما لا! اليس من جد وجد، ومن زرع حصد، اوليس لكل مجتهد نصيب، وهذه هى دعوتى للجميع ان لا تيأس ابدا وابحث عن ذاتك واكتشفها، ابحث عن قدراتك واخرجها، ابحث عن العزيمه بداخلك وتمسك بها، ابحث عن الامل اينما وجد واحيا به ، ابحث عن اخطائك وتعلم منها ، انظر فى تجارب الاخرين وخذ منها ما يناسبك، ثم قبل كل هذا وبعد كل هذا ارفع يدك الى ربك – رب العالمين وادعوه ان يوفقك.

(حفظ الله مصر … ارضا وشعبا وجيشا)

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6321 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.