السبت , 20 أبريل 2024

نهال مجدي تكتب: ما هكذا تورد الإبل!

= 1609

دائما أتوخي أقصى درجات الحذر عندما اتحدث عن الشأن الداخلي لأي دولة أخرى وأتحسس موضع اقدامي لأن دائما اهل مكة أدرى بشعابها وأهل البلاد هم الأدرى بشؤونها.

ولكن عندما يأتي الحديث عن القضية الفلسطينية فلا أعتقد اني المصرية الوحيدة التي تعدها شأناً داخلياً مصرياً بحكم الجوار وأنها جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وبحكم أننا قدمنا للدفاع عنها ليست امولاً فقط ولا حتي دعماً سياسياً (كان أخرها ترشيح الرئيس السيسي فلسطين لتكون رئيسة لمجموعة الــ77 والصين) ولكن دفعنا فيها من دماء شبابنا على مدار أجيال، ايماناً منا انها كانت ومازالت وستظل قضية العرب الأولى .

منذ عام 1948 وإجتياح العصابات الصهيونية الأراضي الفلسطينية وإقامة دولتهم التي ظهرت بوصفها ورما سرطانيا في جسد الأمة العربية وشوكة في خاصرتها كنا نؤمن دائما انه سيأتي يوم تتحرر فيه الأرض ونستعيد الأقصى ونعيد زرع الكروم والزيتون في أرضنا المباركة ويعود قطار الشرق ليصل بين القاهرة والقدس، وكان يقوى أملنا بكلمات أبو عمار “ترونه بعيداً وأراه قريباً” ، إذ كان السبب الأول في تمسكنا بالأمل رغم صعوبة الهدف ووعورة الطرق هو أن الصف الفلسطيني كانت متراصاً موحداً..لم يكن هناك مكان للمصالح الشخصية او البحث عن المجد الشخصي..كان كلنا لا يرى ولا يسمع ولا يهتم الا بنداء الأرض وحلم تحريرها..

ولا أعلم تحديدا متى وكيف استيقظنا يوما والصف الفلسطيني ممزق متشظي بين جماعات وفصائل جميعها يدعي نضاله من أجل القضية الفلسطينية وأغلبها لم تقدم منذ عقود خطوة واحدة ملموسة على الأرض لا على المستوي السياسي او الاقتصادي او حتي في تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني.

منذ عام 2007 وبعد انهيار “اتفاق مكة” وسيطرة حماس على قطاع غزة أصبح الأمر يبدو وكأن المصالحة بين الطرفين المتنازعين على فتات وطن، اصعب من التفاوض مع الجانب الإسرائيلي..والتفاهم بين الأشقاء ورفقاء المقاومة حلماً بعيد المنال. وأصبح بين الإخوة ثأر ودماء وخلافات لا نهاية لها تبعدنا عن جادة الطريق ولا تصب إلا في مصلحة العدو الحقيقي الذي حق له أن يتباهي بعدما أثبتت الأيام، أمام المجتمع الدولي، إدعاءه السابق وحجته بأنه لا يجد له شريكاً جاداً في عملية السلام.

أنا هنا لا ألقي باللوم على طرف دون أخر أو اتحيز لجانب على حساب الأخر، فعندما تصل الأمور لهذا الحد من التراجع والتردي يصبح الجميع مداناً. ولعل المشهد الأسوء هو عندما يكون الرئيس محمود عباس أبو مازن يستعد لإلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ليذكر العالم بقضية بلاده، يكون خصومه السياسيين يقللون من وزن هذه الرسالة ويحاولون سحب الثقة منه في المجلس التشريعي.

ماذا تنتظر النخبة السياسية الفلسطينية أن يكون تأثير مثل هذا الموقف على القضية برمتها؟ كيف تتوقعون مساندة المجتمع الدولي بشكل عام بل ومحيطكم العربي بشكل خاص وخلافاتكم تضر مصالح بلادكم؟

الأمر هنا لا يتعلق بالرئيس أبو مازن كشخص، فهو في النهاية لن يظل رئيساً للأبد.. اللافت هنا هو المسار السياسي الذي اصبح إعادة النظر فيه أمراً حتمياً لان الخلافات الشخصية اختلطت بشكل كبير بالاختلافات السياسية، وما هكذا تورد الإبل.

لم يعد هناك متسعاً من الوقت لإستمرار هذه المشاحنات السياسية وإسرائيل تضم يومياً أجزاء من الأراضي الفلسطينية، ماذا ننتظر بعد ضياع القدس ربما للأبد؟! اليس هذا إنذارا كافياً؟! أفيقوا يرحمكم الله.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 4470 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.