الأربعاء , 24 أبريل 2024

نهال مجدي تكتب: الآن وليس غداً..!

= 2076

بعد الحرب العاملية الأولى وكنتيجة لمعاهدة فيرساي، تأسست عصبة الأمم التي كانت اهدافها هي حل النزاعات بالطرق السلمية إذ تعهد الدول الأعضاء (44 دولة في ذلك الوقت) إحترام استقلال وسيادة اراضي بقية الأعضاء، ولكنها بطبيعة الحال فشلت في نزع فتيل الحرب العالمية الثانية.

وبعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية التي ازهقت ملايين الأرواح وتكلفت ملايين الدولارات وتسببت في خسائر مباشرة وغير مباشرة تحتاج لكتب لإحصائها، رأي المجتمع الدولي أن هناك ضرورة حتمية لإنشاء نسخة اقوي وأكثر فاعلية من عصبة الأمم لإقرار الأمن والسلام في العالم ومنع مثل هذه الحروب التي تأتي على الأخضر واليابس وأعتقد أن كارثة هيروشيما وناجازاكي كانت افدح من ان يحتملها الضمير العالمي فكان لابد من وجود ضامن حقيقي لعدم تكرارها مرة أخري.

وبالنظر للوضع في وطننا العربي منذ أن أقدم محمد البوعزيزي على حرق نفسه في تونس الجمعة 17 ديسمبر 2010 والتي كانت شرارة ثورات الربيع العربي التي بدأت بمطالب مشروعة عادلة وحلم بمستقبل أفضل أفقنا منها على واقع مروع مخيف، أعتقد أنه لم يعد خافياً على أحد إنما بدأ بمحاولة للاصلاح إنتهى الى تدمير سياسي وإقتصادي وحتي إجتماعي وصحي للعديد من الدول العربية. هذا بالطبع بالإضافة الى قضايانا العربية التي لم تحل مثل القضية الفلسطينية والجولان المحتل وغيرها.

كل هذه القضايا العربية القديمة منها والحديثة لم تعد تحل بجهود الدول منفردة ولكن لابد من إطار اقليمي يجمعها ويوحد الجهود لحلها، وهو الأمر الذي ثبت أن جامعة الدول العربية بشكلها الحالي لم تعد قادرة على حل اي من تلك القضايا وبالتالي لا القيادات السياسية في العالم العربي ولا حتى الشعوب اصبحت تثق أو تنتظر اي شيء من هذه المؤسسة .

إنّ جامعة الدول العربية بشكلها الحالي لم تعد تقدم إلا الحد الأدني من العمل العربي المشترك والمتمثل في اجتماعاتها الدورية التي تثير من الخلافات اكثر مما تقرب من وجهات النظر. لذلك أعتقد أنه حان الوقت مع تعاظم التحديات وخطورتها على الدول العربية والتي تهدد بعضها بالتقسيم او الإفلاس او ما هو أخطر، لابد من إما إعادة هيكلة هذه المؤسسة العريقة وإما حلها وإيجاد كيان عربي جديد يستطيع مواجهة تلك التحديات بحزم وجرأة وفهم دقيق لخصوصية كل قطر عربي وطبيعة مشاكله وما يمكن ان يسهم به لوطنه العربي.

بعد أن رأينا مصير بعض الدول تحدده دول من خارج الاقليم وسماؤها مستباحة، وأرضه مفتوحة للعدو والصديق وثرواتها تنهب دون حسيب أو رقيب لابد وأن يكون الدرس قد وضح جلياً للجميع في المنطقة وأدركوا أنه لن يحمي العرب ومصالحهم وأوطانهم وثرواتهم وأعراضهم الا العرب انفسهم..وان لم يكن بوحدة الدم والعرق والدين واللغة والتاريخ، فليكن بلغة المصالح والبراجماتية البحتة، فمصالحنا المشتركة كثيرة والتعاون فيما بيننا يغلب أي قوة خارجية..وتلك الحقيقة التي يدركها عدونا ونتغافل نحن عنها.

ولكن بعد أن وصلت الامور لهذا الحد من الخطورة والفداحة لابد وأن نعيد التفكير لإنقاذ ما يمكن انقاذه …لابد من وجود كيان عربي يوحد ما تبقى من الارادة العربية..الأن وليس غدا.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 1795 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

تعليق واحد

  1. Thank You so much Madame “Nehal Magdy” for this wonderful and accurate article. I allow me to agree with You, You all have to react now and keep together as a nation and then in the region. God bless You.

اترك رداً على Rainer Boegner إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.