الجمعة , 19 أبريل 2024

همسات نفسية: الحوار الزوجى الناجح

= 1985

بقلم: عادل عبدالستار

يعتبر الحوار من أهم مقومات التواصل والتفاعل، والتقارب الروحي والعاطفي بين الزوجين، وهو مفتاح التفاهم والانسجام، وهو كذلك القناة التي تَعبر من خلالها المشاعر والأحاسيس المتدفقه.. فعندما نتحاور نعبر عن شعورنا تجاه الآخر.. كما نعبر عن أنفسنا وأفكارنا وطموحاتنا مع شريك الحياة.. فالحوار ليس فقط لغة للتفاهم، وإنما هو بريد الحب بين الزوجين ومؤشر العلاقة العاطفية ، وأيضا يَخلق ما يسميه الطب النفسى بالتراكمات الايجابيه بين الزوجين .

وعندما نتأمل في واقع حياتنا الأُسَرِيّة نجد اللهفة على الاستماع لشريك الحياة والتشوق للحظة اتصاله في فترة الخطوبة، أما بعدها ومع مرور الأشهر الأولى، وإنجاب الأبناء فالأمر يختلف , حيث تغيب ثقافة الحوار عن سلوكنا.. فنجد الصمت يحول حياة الشريكين إلى جبل من جليد ثقيل الظل .
ومن هنا جاءت أهمية الحديث عن الحوار الزوجى وكيف يكون ناجحاً ؟ ..و أقول:

1/ يختلف الرجل عن المرأة في طريقة استخدام اللغة، فعندما يتكلم الرجل يمتاز حديثه بالموضوعية، والترتيب ويبتعد عن استخدام العاطفة، بينما المرأة عندما تتحدث لا تجيد غالبًا إلا لغة العاطفة في كلامها، وتطلق أحكامًا عامة لا تقصدها لذاتها إنما لتبالغ في التعبير عما تشعر به.

وقد وصف القرآن هذا الحال بقوله تعالي: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [سورة الزخرف:18].

وهذا قد يؤدي إلى مشكلات ضخمة في الحوار والتفاهم بين الزوجين، إذ يُنَزِّل الرجلُ كلامَ زوجته على قواعد فهمه ومنطلقاته في التعبير، فكل كلمة لها مقصودها ومدلولها الذي بالضرورة تعيه شريكة الحياة, في ظنه.. وقد لا تجد المرأة بدورها مبررًا لغضب زوجها وانفعاله أثناء الحوار، وتظن أنه ضاق بها ذراعًا وما عاد يحتملها.. فعلى الزوج أن يعي جيدًا وهو يستمع لزوجته أن ينزل كلامها محله ولا يخضعه للتحليل العقلي بل يتفهمه من خلال عاطفة المرأة وشعورها.

2/ علينا أن نعلم جيداً أن لغة الجسد تمثل 55% من قوة تأثير الحديث على الطرف الاخر المُتلقى ، وأن نبرة الصوت ومستواه يمثل 38 % من قوة التأثير والمفاجأة أن مضمون الحوار والحديث نفسه لا يمثل الا 7% فقط من قوة التأثير على المُتلقى ، وهذا يعنى أن على الزوج والزوجه أن يهتموا للغايه بلغة الجسد أثناء حوارهما سوياً … انا بتكلم وانا مبتسم أم وانا مكشر … وانا بشاور بيدى ام يدى بجانبى … ملامح وجهى كيف تكون ..وهكذا …ثم نبرة الصوت …هل فيها من الحزم والصرامة ام انها تحمل من الحب والود ، اما انها فيها شئ من الرقة والدلال ..ام ان فيها شئ من الاستعطاف ، كل تلك الامور يجب أن تراعى عند الحوار بين الزوجين … ونقصد هنا اى حوار على مدار الـ 24 ساعة ولا نقصد حوار معين فى نقطه معينه او فى توقيت معين ولكن الحوار بين الزوجين بشكل عام.

3/ الابتسامه أثناء الحوار … إن العلاقة الزوجية فى اصلها إنها علاقة تراحمية يحكمها الحب والرحمة والمودة والاحترام والاهتمام والرعايه والعطاء والتضحيه والوفاء والايثار … فهل يعقل بعد كل هذا أن يكون صعبا أن ابتسم حين أتحدث الى زوجتى او الى زوجى حتى و لو كنت غاضبة منه او غاضب منها ، فالابتسامه ستخلق روح وإحساس بالهدوء عند المُتلقى يجعله ربما تقبل حديثك بشكل اكبر .

4/ التنازل بعض الشئ …. لا يَعيبُنا أبداً ونحن زوجين أن يقدم كلا الطرفين شئ من التازل من أجل الاخر .. حتى تسير الامور وحتى يصبح الحوار هادئ ودافئ بيننا ….. أنا عاوزة اروح ل ماما مرتين فى الاسبوع … لا روحى مرة واحده .. من هنا جاء الخلاف .. هل صعب أن نقرب بيننا المسافه فلا مانع من حضرتك انك تسمح لها انها تذهب مرتين …لان حضرتك موافق على المبدأ أساساً … ثم لا مانع من حضرتك انت ايتها الزوجه إن وجدتى زوجك متمسك بهذا أن تذهبى مرة واحده فهو فى الاخير لم يمنعك …وهكذا يجب أن يكون الحوار بيننا.

5/ لا تجعلى الحوار إستجواب … أقول للزوجات … من فضلك فى حوارك مع زوجك لا تجعليه وكانه استجواب فطبيعة الرجل الذكوريه وبنيته النفسية تجعله ينفر من هذا الاسلوب …بل تستطيعى ان تجعلى الحديث أكثر دفئا وسوف تحصلى على كل ما تريدى أن تعرفيه فقط أختارى التوقيت الجيد والاسلوب الجيد.

6/ إذا سألك عن رأيك أعطيه رأيك وشاركيه فكرته وموضوعه .. ولا تقولى اللى انت شايفه اعمله … لو انت شايف ده صح خلاص اعمله … لا هو لم يسألك كى تقولى له هذا ، إنما لانه يريد أن تشاركيه الرأى فربما تقولين شئ جديداً او تلفتين نظره لأمر لم يلتفت له ، او تعدلين مسار فكرته وهكذا.

7/ فى الحوار يجب عدم التركيز على السلبييات … بمعنى إنه ليس من المعقول إنه كلما تحدثنا وأختلفنا تذكرينى بأنى نسيت اخد هديه لماما وأحنا ريحين لها اخر مرة … مش معقول كل ما نتكلم تفكرنى انك أكلت أكل عند زميلك عمرك ما أكلته فى البيت و أن زوجة زميلك تُجيد الطهى وانا لا أجيد شئ … وهكذا … بل يجب أن نُعلى من قيمة الايجابيات على حساب السلبيات.

8/ عدم الحوار عند الغضب …. إذا زوج حضرتك غاضب الان فلا داعى ابداً أن تبدأ معه حوار او حديث …اتركيه يهدأ ثم تحدثى معه … لا ما انت مش عارف أنا اصلا جوزى طول الوقت غضبان وعصبى … ربما هذا صحيح لكن أيضا اكيد يأتى وقت يكون فيه هادئ …مش معقول ال 24 ساعه عصبى وغضبان وهكذا انت ايها الزوج … فلا تجعلها لم تلمس قدميها ارض الشقة وهى راجعة من شغلها وتطلب منها تعملك الاكل وتستعجلها كمان راعى إنها هى ايضا كانت فى عملها مثلك ، مثل هذا التصرف يجعل زوجتك تنفر من الحديث معك … انت حتى مش مقدر تعبى وانى لسه راجعة من الشغل .. ده بدل ما تخدنى فى حضنك وتقولى حمدالله على السلامه … دا انا كدا ولا الخدامة… تعتقد ايها الزوج بعد هذا الاحساس سيكون لديها قدرة او قابلية للحديث معك اساساً.

9/ عدم الحديث فى اكثر من موضوع …. يجب عن الحوار والحديث أن نركز فقط على موضوع واحد ، ولا ننتقل الى اكثر من موضوع دون أن نكون قد أنهينا ما بدأناه …فهذا الامر وبعد دقائق بسيطه ينقل الامر من حوار الى شجار.

10/ المفاهيم الخاطئة….. من أكبر العوائق أمام الحوار الزوجي الناجح أن يكون لدى الزوجين مفاهيم خاطئة، اكتسباها خلال مسيرتهما التربوية أو من الظروف البيئية، أو من وسائل الإعلام المحيطة, فبعض الرجال يعتقد أن زوجته لا بد وأن تطيعه في كل شيء من غير نقاش أو محاورة, وأنه يمكنه اتخاذ القرار دائمًا دون مشورة زوجته … لذلك يجب مُرعاة طبيعه كل طرف للطرف الآخر.

أخيراً… علينا جميعا أن نعلم إنه يجب أن تُغلف العلاقه الزوجيه كلها وليس فقط الحوار بمبدأ ما اروعه وهو … الاحسان فى الرضا والغفران فى الغضب…

( حفظ الله بيوتنا وأبنائنا ….. حفظ الله مصر … أرضاً وشعباً وجيشاً )

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 3951 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.