الثلاثاء , 23 أبريل 2024

‎صحافة وكالات العلاقات العامة…باطلة!

= 1735

بقلم: داليا جمال

‎في الصحافة التي تعلمتها كانت علاقة الصحفي بالمصدر مباشرة، الصحفي يقابل المصدر ويهاتفه ويتواصل معه، وكانت للعلاقات الصحفية قدرها واحترامها..فكان الصحفي يسعي لتأكيد او نفي الخبر من مصدره، ولم تكن شكوي المصادر من الشائعات والفبركة، والأخبار الكيدية أمرا معتادا في الوسط الصحفي، طالما أن العلاقة والثقة المتبادلة بين الصحفي والمصدر تسمح بالوصول لحقيقة الخبر من مصدره.

‎إلا اننا ابتلينا منذ سنوات قليلة بشركات ووكالات العلاقات العامة، التي أصبحت هي الحاجز الزجاجي البارد الذي يفصل الصحفي عن مصادره، بعد أن اكتفت اغلب الوزارات والهيئات بتوكيل شركات العلاقات العامة بالتواصل مع الصحفيين وإمدادهم بأخبار الوزارة ومسئوليها، حتي اضمحلت العلاقات الصحفية والإنسانية بين المسئولين والمصادر، ووصلت إلي حد الإكتفاء بإرسال النشرات الإخبارية الجوفاء الخالية من الفهم والفن الصحفي، وتحولت شركات العلاقات العامة الي ولي لأمر بعض الصحفيين ممن قبلوا علي أنفسهم تلبية دعوات الغداء والعشاء والمؤتمرات الصحفية الخاصة بالوزارة الفلانية والمسئول العلاني…ولا تنسى مندوبة وكالة العلاقات العامة أن تؤكد علي الصحفي أهمية نشر الخبر او التصريح.

‎وعذرا لبشاعة الصورة التي قد تزعج بعض أعضاء الجماعة الصحفية..إلا أنني أجد أن قبول مثل هذه الأساليب هو إهانة مؤلمة وصفعة علي وجه كل صحفي شريف ومحترم ..يحترم قلمه ويقدر قيمة رسالته..

وقد آن الأوان لوقف هذه المهزلة من تشغيل الصحفيين من خلال شركات العلاقات العامة، لنشر أخبار عن »اللي مشغلينهم»‬ مقابل رحلة او غدوة…وكأن الصحفي أجير بلقمته…الصحافة رسالة وقيمة غالية..ومهنة راقية لا يليق بها أن تتحول إلي مهزلة، وكسرة نفس ومذلة أنفس.

فيا معشر الصحفيين انتفضوا لكرامتكم وانتصروا لكبرياء مهنتكم يرحمكم الله.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 1254 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.