الجمعة , 29 مارس 2024

حتى ينتهي الجرح عن التفتُح

= 1677

بقلم الشاعرة: إسراء أحمد

نحن نموت من أجل ظلمتنا و مقاهينا
كلّ يوم يندف الثلج فوق رأسي
فألجأ الى راحتيه وعينيه وغربته
يندف الثلج قطرات صغيرة من الألم
فوق رأسي
حتى يتسرّب البرد الى كل خلية
كانت قد قررت التوقف عن التنفس
الألم يتسع مثل جدار
يمتد من بداية الكون الى هذة اللحظة
يعيش فيه اصوات كبيرة وواسعة
تتخبط في كل اتجاه مقابل للاتجاه الآخر
حملت المقهى والموت على صدري
قطعًا من الليمون الأخضر
تنام وردة على حيز أصغر من قلب رجل
حتى ينتهي الحلم عن المبالغة
إلى أن نظرت إليه بغدر
لأن صوتي كان أوشك على الانتهاء
لم أغدر به لأن صوته كان مقطوعًا
وليس لأنه كان مريضًا بالحب
ليس لإنه وقع على اللهب
وحلم بالله فاتحًا ذراعيه مثل نُطْفة
تسقط رأسي على الشباك
وتتسدل الخيوط فوق الجرح
ألتف حول زِنْد الرجل
الذي لم يعرفني ولم يرنْي
أفكر في الرجل الذي
حملني قبل ان اموت
والرجل الذي جرّني الى المقابر
ثم أكل الورد والديدان
ولهث التراب
والرجل الذي أمر الكون بالانتهاء
مثل اله وحيد
لم يشرب الماء من الصوت
ولا من الظلمة
حتى ينتهي الجرح عن التفتح
نظرت اليه بغدر
وحشوت فمي بالعطب والليمون الأخضر
حتى انكمش كل ما وسعّته البرودة
وتضاءلتُ الى ان أصبحتُ بلا رأس وقدم
لأن الغدر يأكل كل شيء كان قبله
أو جاء بعده
سقطت السماء في البحر
وخرجت العصافير والذئاب بلا اشتباكٍ آخر
كلّ ذئب يحمل عصفورة فوق رأسه
وبين أسنانه
وكل عصفورة تقضم أعوادًا من الزهر
لم يكن صوتٌ واسع ولا ضيق
لكنه صوتٌ ولد ثم إنحنى
ثم تلوى ألمًا
داخل تجاعيد رأسي
الرجل الخائف
الرجل الواسع
والرجل البعيد
لا يشرب اكوابًا من الثلج
على مائدة الصوت
ولا يطفىء الجرح بالكحول
لا يدلل التعب بالغناء
ولا يحب الليل
لأن على اطرافه تلتصق
الوحدة بالجليد
حتى يغفو الألم
ولا يعلم انني كل يوم أموت
من أجل قطعة ثلج
تندف فوق رأسي.

شاهد أيضاً

عندما يتوقف المطر … بقلم: مريم الشكيلية – سلطنة عُمان

عدد المشاهدات = 6742 عندما التقيتك أول مرة في ذاك اليوم الربيعي الهادئ على الجانب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.