الخميس , 28 مارس 2024

د.وسام ممدوح تكتب: أم كلثوم..!

= 2269

تساءلت كثيرا لماذا أحب أم كلثوم كل هذا الحب؟! ولماذا تستطيع هي وحدها أن تغير حالتي المزاجية 180 درجة مهما كانت درجة حزني واستيائي لماذا؟

هل لأنها بمثابة مثال واضح للايجابية؟! نعم الايجابية فإذا ما تتبعنا مسيرتها الفنية من تلك الفتاة الريفية البسيطة التي تغني في الموالد الى أن أصبحت كوكب الشرق كوكب لايموت في سماء الفن.

فهي التي استطاعت بذكاء شديد وتوفيق من الله وحسن اختيار وبالاضافة طبعا إلى تلك الحنجرة التي كنت اتمنى أن يتم تشريحها لنعرف سر هذا الشجن
الذي يبكيك من قوته وسر تلك البحة التي لا تستطيع معها إلا ان تقول “الله” وسر تلك الطبقات العالية بعظمتها، وهي تأخذك عاليا في سماء الفن وسر الطبقات المنخفضة التي تهوي بك في حبها أم لشخصيتها المتزنة الوقورة التي لا تملك معها إلا أن تنحني احتراما.

أم لعشقها لفنها وتفانيها في التدقيق واختيار تلك الموسيقى والكلمات التي بعد وفاتها بكل هذه السنوات نسمعها ونستمتع بها وكأننا نسمعها لأول مرة.

ماسرها؟ ما سر هذه المرأة ؟ أهو الذكاء أم الموهبة أم الاختيار إنه بالطبع أولا واخيرا “التوفيق من الله”، ولكن التوفيق لا يأتي سدى، يأتي لمن يسعى لمن يحارب من أجل أحلامه، لمن يجتهد، لمن يسهرالليل ويتعب، لمن لا يترك فرصة للظروف لمن يفرض نفسه على الواقع ولا ينتظر مساعدة من أحد، لمن يؤمن بنفسه فحتما سيكون التوفيق من نصيبه.

فأنا أحب أم كلثوم وأراها امرأة يتجلى فيها المعنى الحقيقي للإيجابية والاجتهاد والذكاء بالإضافة إلى الوطنية وحبها لوطنها واحترامها لجمهورها ولنفسها ولرسالتها..

فكانت أم كلثوم وستظل سيدة الشرق..وسيدة الغناء العربي بصمة في جبين هذا الكون ونجمة لا تموت في سماء الفن.

شاهد أيضاً

عندما يتوقف المطر … بقلم: مريم الشكيلية – سلطنة عُمان

عدد المشاهدات = 6221 عندما التقيتك أول مرة في ذاك اليوم الربيعي الهادئ على الجانب …

تعليق واحد

  1. مقال رائع !
    نعم للايجابية والتوفيق من الله !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.