الخميس , 28 مارس 2024

عبدالرزّاق الربيعي يكتب: نصْبٌ إليكترونيّ في وَضَح النهار!

= 1690

لم أفتح رسالة مجهولة المصدر، ولم أضغط على رابط ما، ولم أعبث بهاتفي، كما ظنّ بعض الأصدقاء، ومع ذلك تمكّن أحد النصّابين من اختراق حسابي في (الواتس أب)!

حدث ذلك بحدود الساعة 3:30 من عصر الأربعاء الماضي!

وقام المخترق بتوجيه رسالة للأرقام المحفوظة في حسابي لأصدقاء، وصديقات، تلك الرسالة، لا تمّت للغتي في التخاطب مع الأصدقاء، والمعارف بصلة، فهي مكتوبة بلغة خليجية ركيكة، تفيد بأنني أمرّ بموقف حرج، وأحتاج إلى مساعدة مالية على أن ترسل عاجلا عبر (الونستون نيون) بدأها بـ”هلا شخبارك .. مستحي منك وربي عندي لك طلب اذا ما عندك مانع “، فإذا وجد استجابة، يبعث نص الرسالة وهو ” جاتني أغراض في شحن من صديق أبي أحول له مبلغ (هكذا وردت فالنصّاب لم ينصب المفعول به)، المشكل انه ما يمدني وقت أروح له بسبب انشغالي الحين هوا مفكرني أستهبل فيه ياريت تخدمني تحول له لين أخلص أعطيك المبلغ في اليوم المساء جزاك الله خيرا”

وحين طلبتْ إحدى الصديقات منه توضيحا أجاب أخونا النصاب مخاطبا إياها بصيغة المذكر ” ابيك تحول لصديق مبلغ مالي لما أخلص ارجع لك المبلغ” وآخر طلب منه تحديد المبلغ فأجابه بـ”500″!!

والموقف حدث، وكان بيني، وبين آخر إطلالة على (الواتس اب) ربع ساعة ، وكانت من صديق شاعر بعث لي نصا لمراجعته، ثم وضعتُ الهاتف على وضع (الطيران) ريثما أنتهي من تناول الغداء، وبعد أن ألغيت وضع (الطيران)، وعدت لـ(لواتس أب)، وصلني تنبيه يقول بأنني لن أتمكن من فتح حسابي بـ(الواتس أب) بسبب استخدام الحساب بهاتف آخر، وللتحقق من الحساب اكتب رقم هاتفك مع مفتاح البلد، ثم انتظر 4 ساعات حتى تتحقق إدارة (الواتس أب) من صحة معلوماتي، ثم تبعث رسالة عادية، أو يأتي اتصال به (كود) جديد، ففعلتُ.

وبعد أقلّ من دقيقة، وردني اتصال من زميل عمل قديم، وبعد السؤال عن الحال، قال “هل بعثت لي رسالة تطلب بها مبلغا عبر (الواتس أب) ؟” قلت له “لا، يبدو لديّ مشكلة في (الواتس أب)”، فقال “هذا ما حدسته، إذن عليك الاتّصال بشرطة عمان السلطانية- قسم الجرائم الإلكترونية، وتبلغهم بذلك، وسيشرحون لك الخطوات اللازمة” فشكرته، وفعلت، فقال لي الشخص الذي ردّ على اتصالي” لا تقلق، الأمور طيبة، وبعد أن سجّل اسمي، ودوّن عنوان بريدي الإلكتروني، وقال” احذف التطبيق من جهازك، ثم انتظر الكود بعد ساعتين، أو أربع ساعات” ، ففعلت، وبقيت أنتظر الكود، وخلال ذلك نشرتُ تنويها في صفحتي بالفيس، وآخر بـ(تويتر)، وثالث في حسابي بـ(الإيمو) ، وطلبت من الصديق (ناصر أبوعون) بنسخ التنويه من (الفيس) ، وإشعار أصدقائي عبر مجموعته في (الواتس أب) بذلك، ثم وصلتني اتصالات من أصدقاء تفيد بأنّ النصّاب اتصل بهم، وشكّوا بنصبه من طريقته بالكتابة، واللهجة، بعد الأخذ والرد معهم، ومن بينهم صديق من الإمارات، ربّما أغرته صورته بالعقال بابتزازه، ومن بين مَن اتصل بهم سيدة أعمال صديقة، من عائلة معروفة، فاتّصلت بي لطلب رقم حسابي!!! فشكرتها، وشرحت لها حقيقة الموقف، وازداد قلقي، وخشيتي من تعرض أصدقائي للابتزاز، فاتّصلت بالشرطة الاقتصادية قسم الابتزاز الإلكتروني، فأجابني الكمبيوتر برسالة صوتية تفيد بأن القسم يعمل خلال ساعات الدوام الرسمي التي تنتهي في 2:30، وبعد الدوام يمكن للمتّصل التواصل مع القسم عبر البريد الإلكتروني، وقبل أن يملي عليّ العنوان أغلقت الهاتف مستغربا أن يخضع قسم حيوي، ساحة أنشطته على مدار اليوم، كهذا إلى ساعات دوام رسمي!!، وربّما هذا الوضع فسّر لي سبب قيام النصب بعمليّته بعد انتهاء الدوام الرسمي!! جائز جدا، فأمثال هؤلاء يبحثون عن ثغرات بسيطة للنفاذ من خلالها!

واستكمالا للحكاية بقيت أنتظر وصول الكود، وانتهت مدّة الساعات الأربع ، ولم تصل الرسالة النصيّة، فأخترتُ الخيار الثاني، وأجريتُ اتّصالا، فجاء الرد فورا برقم الكود، أدخلته، وسمحت بمحو البيانات، والمعلومات، والرسائل المخزونة في حسابي السابق، وغيّرت الصورة، بناء على نصيحة لأحد الأصدقاء، وعادت الحياة مجدّدا لحسابي بـ(الواتس آب)، والحمد لله.

من هذا الموقف توصّلت أنّ النصب الإلكتروني يطال الجميع، حتّى (البنتاغون) لم يسلم من الاختراقات، فكيف يكون الحال مع ذوي الحظوظ العاثرة، والصداقات الواسعة، وإضافة رقمي لمجموعات (واتسابية) كثيرة، من أمثالي!، وعليه وجب الحذر الشديد، والحفاظ على سرّيّة البيانات الخاصة، والتعامل بمثل هذه المواقف، بأعصاب هادئة، إن حصلت لا سمح الله، والتحرّك بسرعة، دون إبطاء، ومن الضروري عدم تفاعل الأشخاص الذين تصل إليهم رسائل بها روابط تدعو للريبة، والشك، أو أخرى يطلب أصحابها دفع مبالغ، وعدم الاستجابة، بل إشعار صاحب الحساب المخترق، عند الإحساس بوجود عملية اختراق، بسرعة قصوى، وتنبيهه أنّ رسالة وصلت منه تفيد بكذا، وكذا لأخذ الاحتياطات، والتدابير اللازمة كما فعل زميل العمل القديم معي ، وقى الله الجميع شرور النصّابين !

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6583 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.