الجمعة , 29 مارس 2024

شاهندا البحراوي تكتب: أهلا بك في عالمنا..!

= 1852

—–

دايما إحساس الأمومة لأول مرة إحساس كله بهجة وحب، بس بيتداخل معاه أحسايس أخرى، زى الرهبة والخوف مثلا بكونى إنى أم وأول مرة أشيل مسئولية إنسان مسئولية متكاملة، وأنا المسئول الأول عن تحديد شخصيته بجانب تحديد الحلال والحرام له من خلال تحديد العقل الإيمانى، كل دى حاجات جت في بالى مع أول إحساس ليا بالأمومة…

أول ما ولدت إبنى كنت فرحانة جدا انه بقى بين إيديا بعد ما فضلت أحلم بيه التسع شهور وبتخيل كل تفاصيلى معاه في كل ثانية بس مع أول نظرة ليا في عينيه سرحت وفكرت إزاى أربيه وإزاى أخليه شخصية سوية زى ما كنت بحلم… وفى نفس الوقت رعبى من انى إزاى هأكلة وألبسه وخوفى في أى لحظة إهمال منى انى اكون السبب في اى أذى ليه لا قدر الله..

كل الأفكار دى تطايرت في رأسى كعاصفة عرفت ساعتها قيمة الأمومة وكم الرهبة والرعب والحب اللى كنت سببتهم لأمى لحظة ولادتى وفهمت معنى مقولة “الأمومة مش سهلة بس مستاهلة” .. وإستغربت من كم الناس اللى بشوفهم كل سنة بطفل كأنهم داخلين سباق على مين اللى يكون عندها عدد اولاد اكتر.. وفهمت انى قبل ما اكون ام بالأسم لازم اكون ام بالفعل لإنى لو بخلف لمجرد اللقب فكثير من الحيوانات يحملون لفظ الأمومة..

بدأت افكر في الفعل وايه اللى ممكن اقدمه لإبنى.. قريت كتير عن التربية وسيكولوجية الطفل.. دخلت في جروبات كتير اتعلم منها ألف باء أمومة.. وفهمت ان ابنى بيفهم وبيحس من أول لحظة لوجوده في الدنيا.. إنسان محتاج لرعاية وإهتمام وإن اى ام خلفت ولاد ورا بعض لاى سبب دنيوى هي شخصية متجنية على أولادها.. شخصية أنانية وجعانة للقب وليس لمعنى تكوين حياة.. بناء طفل يعنى بناء مجتمع.. والأهم من إنى ابنى ليهم بيوت وفلوس انى ابنهيم هما..

ولادك محتاجين لبناء.. محتاجين لسند.. محتاجين يكونوا منتجين اكتر من كونهم مستهلكين.. لما اخلف طفل واحد ناجح ومفيد لنفسه وللمجتمع افضل بكتير من انى اخلف عشرة عاديين وجودهم في الحياه لمجرد الاكل والشرب فقط.. شخصية عادية ملهوش اى هدف بيشتغل عشان يعيش.. ملوش اى طموح..

ولادكم أمانة يا تكونوا قدها يا كفياكم خلفة وعبء على المجتمع.. كفاينا شخصيات ليس لها اى وجود.. عقيمة الفكر.. وياريت نفتكر دايما إن الأمومة والأبوة مش سهلة بس اكيد مستاهلة.

شاهد أيضاً

عندما يتوقف المطر … بقلم: مريم الشكيلية – سلطنة عُمان

عدد المشاهدات = 6707 عندما التقيتك أول مرة في ذاك اليوم الربيعي الهادئ على الجانب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.