الجمعة , 19 أبريل 2024

عادل عبدالستار يكتب: لا أريده معى فى الجنة!

= 2289

——

هكذا كان سؤال سيدة للدكتور مبروك عطية…تسأله ماذا تفعل كى لا تكون مع زوجها فى الجنة إذا ما قدر لهما دخول الجنة!

ايها السادة ….عندما تصرح وتقول سيدة هذا التعبير على زوجها فعلينا أن نتوقع كيف هى الحياة بينهم؟

وعلينا أن نسال أنفسنا كيف لتلك السيدة ومن على شاكلتها وصلت الى هذا الإحساس العجيب الصعب ، لا أريده معى فى الجنة ، وقد أجاب الطب النفسى على تلك الاسئلة الصعبة، وهدفنا من هذا المقال ليس فقط عرض وذكر الإجابة ولكن كى نتأمل فى الإجابة ونعمل بها ، فأنا من هؤلاء الذين يؤمنون بأن استقرار الحياة الاسرية إنما ينعكس على كل حياتنا وكل شئوننا..

يقول الطب النفسى … أن ما يجعل الأمر يصل الى هذا الحد بين الزوجين إنما هو نتاج كثرة التراكمات السلبية بينهم ، لذلك السؤال المهم الآن هو كيف نتخلص من تلك التراكمات السلبية؟ ثم كيف نُوجِد تراكمات إيجابية تحل محل الأخرى السلبية. ولكن علينا أولا أن نعرف وكما أشار إلى هذا استاذنا الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى …أن التراكمات سواء كانت إيجابية أم سلبية تُحدث ما يسمى بالإرتباط الشرطى, بمعنى أنه حيثما كانت العلاقة جيدة فإن هناك رصيدا من الأحداث والذكريات الجميلة والأحاسيس اللذيذة تجعل كلا الزوجين حين يلتقيان يشعران بالراحة والأمان والمودة والسعادة لأن ظهور أحدهما على شاشة وعى الآخر يفتح فى النفس نوافذ يظهر من خلالها تاريخ ممتد من اللحظات السعيدة..

وحيثما كانت العلاقة سيئة فإن ظهور أحدهما على شاشة وعى الآخر يستدعى مشاعر سيئة مرتبطة بتاريخ طويل من الصراع المرير والمعاناة المؤلمة وقد يصل الأمر عند بعض الأزواج أن يشعر بصداع شديد أو غثيان حين يرى شريك حياته، وكأن الإرتباط الشرطى امتد من النفس إلى الجسد وشمل كل نبضة روح وكل خلية جسد..

أولا … كيف نتخلص من التراكمات السلبية بين الزوجين؟

1 – العتاب : وهو يكفى لبعض الناس خاصة حين يكون الخطأ بسيطا ومحتملا والطرفين على درجة معقولة من النضج.

2 – التعبير عن المشاعر : وذلك بأن تتاح الفرصة لكل طرف للتعبير عن مشاعره بشكل مقبول , وذلك لكى تصل الرسالة للطرف الآخر فيتوقف أو يعتذر أو يصحح أو يخفف.

3 – وجود طرف ثالث : يسمع الشكوى ويفصل بين الطرفين ويعطى كل ذى حق حقه . وقد يكون هذا الطرف الثالث من الناس المحيطين , أو يكون هذا الطرف الثالث هو الله يلجأ إليه الطرف المظلوم بالشكوى وينتظر منه الفرج والرحمة أو القصاص من الطرف الظالم , والثقة فى عدل الله وقدرته على القصاص فى الدنيا والآخرة تعطى راحة للطرف المقهور وقدرة أكثر على الإستمرار.

4 – السماح : وهو يعنى أن تنسى الإساءة ولا تعاقب عليها ولا يبقى بداخلك غضب بسببها . وهو قدرة يمتلكها بعض الناس حيث يمكنهم نسيان الإساءات والتغاضى عنها واستمرار التعامل الإيجابى مع الطرف المسئ بناءا على اعتبارات انسانية أو دينية تسهل نسيان الإساءات والقدرة على فتح صفحات جديدة فى الحياة.

ثانيا … كيف نُوجِد تراكمات إيجابية بين الزوجين؟

1 – توفير جو من السكينة فى المنزل , بحيث يشعر الزوجان بأنه أكثر الأماكن راحة وأمنا واستقرارا , فهم يشتاقون إليه حين ابتعادهم عنه ويشعرون فيه بالبساطة والتلقائية والراحة.

2 – التعبير عن مشاعر المودة والحب بكل الوسائل واللغات الممكنة والمتاحة ( لفظية وغير لفظية ) , أى بالكلمة الحلوة والنظرة الحانية واللمسة الرقيقة والحضن الدافئ والهدية المعبرة فى المناسبات المختلفة , وعدم كتمان هذه المشاعر أو اعتبارها وصلت لمجرد وجودها داخل نفس الزوجين.

3 – القدرة على المصارحة والعتاب وتصفية الخلافات فى جو من التقبل , مع السماح بالتعبير عن الإحباط أو الغضب فى حالة وجودهما.

4– التسامح , والقدرة على تجاوز الزلات والأخطاء , وعلى فتح صفحات جديدة فى العلاقة الزوجية.

5– الرضا بما يستطيع كل طرف أن يقدمه بحيث لا نكلفه مالا يطيق.

6– الإهتمام بالعلاقة الحميمة وتهيئة أفضل الظروف لها بحيث تمنح الطرفين أقصى درجات السعادة الممكنة.

7– تهيئة الظروف لارتباطات سارة من خلال قضاء لحظات سعيدة فى نزهات أو رحلات تصنع رصيدا من الذكريات الجميلة بين الزوجين.

8– محاولة استعادة الذكريات الحلوة بين الزوجين فى جلسات الصفاء بينهما.

9– تسجيل اللحظات الجميلة مثل حفل الخطوبة والزواج والرحلات والنزهات بوسائل التسجيل الممكنة (صورا فوتوغرافية أو فيديو أو غيرها ) مع محاولة استعراضها من وقت لآخر لتنشيط ذاكرة الأوقات السعيدة والذكريات الجميلة بين الزوجين , وهذا التسجيل يمثل أرشيف للسعادة يفتحه الزوجان من وقت لآخر.

10- اشتراك الزوجين فى بعض الأنشطة الروحية مثل الصلاة أو قراءة القرآن أو قيام الليل أو الحج أو العمرة أو أعمال الخير بأشكالها المختلفة..

(حفظ الله أسرنا ….. حفظ الله مصر… أرضا وشعبا وجيشاً)

شاهد أيضاً

عادل عبدالستار العيلة يكتب: القناع والظل

عدد المشاهدات = 821 هناك مسألة نفسية تحدث عنها عالم النفس الشهير (كارل يونج) وهى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.