الأربعاء , 24 أبريل 2024

نهال مجدي تكتب: الديمقراطية لا تمنح ولكن تنتزع!

= 1523

—–

تطاردني في كثير من المقالات والبرامج الحوراية وحتي النقاشات مع بعض الأهل والأصدقاء جملة الراحل اللواء عمر سليمان الأشهر بأن “الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية”.. أصبحت هذه الجملة كاللعنة التي تلاحق المصريين أينما حلوا أو ارتحلوا.

أجد نفسي هنا مضطرة للإختلاف مع هذه المقولة جملة وتفصيلاً لأن ببساطة التجربة العملية خلال السنوات القليلة الماضية (على الرغم من السلبيات الكثيرة التي ظهرت فيها) أن الشعب المصري على قدر كبير من الوعي والإدراك السياسي منعه من السقوط فى فخ الفوضي والحروب الأهلية. وعندما أدرك المصريون أن رأيهم له قيمة، وأن صوتهم يصنع فارقاً أقبلوا بشغف ومسئولية على ممارسة حقهم (وواجبهم) السياسى، حتى وإن كانت إختياراتهم ليست الأكثر صواباً فى بعض الأحيان..ولكنها خطوة على الطريق على اية حال.

لا أعتقد أن المشكلة تكمن في أننا غير مؤهلين للديمقراطية، المشكلة هى أن الكثيرين يعتقدوا أن الديمقراطية منحة ننتظرها من النظام الحاكم أياً كان إسم الجالس على كرسي الرئاسة..وهنا أختلف أيضاً بشدة، فالديمقراطية يا سادة هي حق نناضل للحصول عليه وليست مكافأة ننتظرها أو ننتظر من يهيء لها الظروف. قد نتفق أن المناخ السياسي مغلق وهناك الكثير من التضييق ولكن هذا لا يعني أن الإستسلام لهذا الوضع..ففي مثل هذه الأوقات يكون الإختبار الحقيقي لمدي إستعدادنا للنضال سياسيا لنكون بلداً ديمقراطيا حقيقيا كما نتمني، لكل منا فيه صوت مسموع.

الحشد للإنتخابات الرئاسية القادمة ليست محاولة لنفاق الحاكم، وليس إعطاء شرعية لما يراه البعض مسرحية هزلية معروف نتائجا مسبقاً..ليكن قرارك هو المعارضة، أو إبطال صوتك لكن لا تتخلى عن حقك فى إبداء رأيك، فى تقرير شكل مستقبل بلدك، فى منحك الرئيس ثقتك مرة أخري، أو سحبها عنه.

للمعارضين أقول إن إبطال صوتك أو التصويت العقابي لصالح الخصم وظهور هذه المعارضة بقوة فى صندوق الإنتخابات سيكون له أكبر الأثر في تعديل المسار السياسي مستقبلا وتعطي رسالة قوية مفادها أن الشعب يملك أدوات العقاب الحقيقية وهي التصويت المعارض الذي سيحسب له النظام القادم ألف حساب.

وللمؤيدين أقول، دعمك للرئيس هو شد على يديه ورفع لروحه المعنوية.. تصويتك تعطيه رسالة مفادها إثبت فأن على الطريق الصحيح وهناك من يثق بك ويدعمك ويأمل منك بالكثير.

فى الحالتين المشاركة هى الطريق الوحيد لبناء حياة ديمقراطية سليمة طالما حلمنا بها، وحاولنا تحقيقها فى 25 يناير وكاد الحلم يستحيل كابوساً، الى ان حاولنا تعديل المسار فى 30 يونيو، ولأن لنكمل مرة أخري المحاولة..ولكن هذه المرة ليكن نضالنا سياسيا، فالديمقراطية ليست منحة تعطي ولكن حقاً ينتزع.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 1671 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.