الخميس , 28 مارس 2024

همسات نفسية: مهارات زوجية

= 3791

—–

بقلم: عادل عبدالستار

تكملة لسلسلة المقالات الخاصة بالحياة الأسرية والزوجية نتحدث اليوم عن المهارات الزوجية، ولكن وقبل أن نوضح تلك المهارات هناك مفهوم مهم يجب الإشارة إليه والوقوف عليه اولاً، وكما اشار إليه الطب النفسى وهو مفهوم “الاحترام” قبل الحب، فقد يعجز الزوجان عن الوصول لدرجة الحب لسبب أو لآخر وقد تستمر الحياة الزوجية لاعتبارات مٌعينة رغم فقدان الحب ولذلك حينها ننتقل إلى القاعدة الأوسع وهي علاقة الإحترام , وإذا كان الحب مشاعر لا نملك التحكم فيها , فإن الإحترام سلوك عملي نستطيع أن نمارسه..

هذا الإحترام يتبعه شيء آخر مهم وهو الواجب, أي أن يقوم كل طرف بواجباته نحو الطرف الآخر ووجد أن الزيجات التي تٌبنى على مستوى الحب والسعادة لا تتعدى 20% في كثير من الشعوب , ومع هذا تستمر بقية الزيجات على مستويات أخرى أولها مستوى الإحترام والواجب , يليه مستوى التوافق , يليه مستوى الاتفاق , وأخيرا مستوى الإضطرار ، وقد صدق سيدنا عمر بن الخطاب حين جاءه رجل يقول له : أريد أن أطلق زوجتي … قال له عمر رضي الله عنه : ولم ؟ … قال الرجل : لأني لا أحبها , فضربه عمر بالدرة وقال : وهل لا تبنى البيوت إلا على الحب ؟!

أما عن المهارات الزوجية، فنذكر بعضها هنا فى هذا المقال.. ولعل القارئ الكريم إذا أراد معرفتها كاملة يرجع إلى مصادرها، والكتب التى تتحدث عن هذا الأمر بكثير من التفاصيل، فلا يسع سطور المقال إلا الى الاشارة الى بعضها كالتالي:

أولا : مهارة الاستماع … تعتبر مهارة الاستماع من اهم المهارات التى يجب على الزوجين أن يتقناها ، فالمستمع الجيد يعرف مشاعر ومشاكل الآخر بشكل كبير وهو أقدر على مساعدته ، لذلك رسالتى لكل زوجين …راجعا علاقتكما ببعضكما البعض هل أنتما مستمعان جيدان أم لا؟

أيها الأزواج جميعا… رغم أنها تبدو أمور بسيطة ولكنها غاية فى الأهمية فكثير هى تلك الأمور البسيطة، ولكن دائما دونها أهوال.

ثانياً : مهارة التغاضى …. فيرى الطب النفسى أن من أسس العلاقات الزوجية الناجحة مبدأ ( التغاضى ) وعدم المحاسبة على كل شئ ، فلا داعى أن تُعاتب على كل التفاصيل والامور البسيطة فالتغافل مطلوب فى بعض الاحيان.

ثالثاً : الاستبصار بعيب شريك الحياة .. وحينها استطيع أن اتفهم هذا العيب واتعايش معه دون الاصطدام. ، فالزوج مثلا ربما كان إنطوائيا غير إجتماعى فعلى الزوجة أن تتفهم هذا، ولا تعتبر عدم ذهابه معها هنا وهناك أن هذا قصور منه او عدم إهتمام، ولكن هذه طبيعته وهو من داخله يحمل لها كل الحب والتقدير والرعاية.

رابعاً : معرفة طريقة تجديف زوجى أو زوجتى فى المركب الذى نسيره سويا وهى الحياة الاسرية والزوجية، وحينها أيضاً لا يحدث اصطدام او اختلاف فى طريقة إدارة الحياة الاسرية، فيجب أن يحرص الزوج والزوجة على أن تكون الحياة الزوجية تكاملية وليست تنافسية.

خامساً : رسم وإيضاح العلاقة المالية بين الزوجين… على الزوجة أن تحرص على أن يكون هذا الامر واضحا لها ولزوجها منذ اللحظة الاولى ، حتى لا تحدث خلافات فى المستقبل …فهى تخبره بأنها ستساعده او انها لن تساعده حتى تنشأ العلاقة الزوجية من البداية على مبدأ معروف للطرفين، فربما أوقعها القدر فى زوج ينتمى الى الشخصية الاعتمادية فيستنزفها دون إرادتها.

سادساً : الحرص على إعطاء الزوج مساحة لمفهوم حياة العزوبية ….بمعنى إنه على الزوجة أن تحرص على عدم تضيق الخناق حول الزوج بل تسمح له بالخروج مثلا مع الاصدقاء وهكذا.

وعلى الزوج ايضا أن لا يبالغ فى هذا الامر، فيمكن أن نقول اسمحى له بالعزوبية المٌباحة بدلا من أن يصل الى العزوبية المحرمة نتيجة خناقك عليه.

سابعا: مثلث برمودا العائلى…( كما أسماه استاذنا الدكتور محمد المهدى استاذ الطب النفسى وعرفه بأنه (الزوج والزوجة وأم الزوج) حيث وجد أن اكثر المشكلات هى بين الزوجة و أم الزوج وبعض الأزواج قد يتصرف بطريقة تزيد النار اشتعالا بين أمه وزوجته , فينقل انتقادات أمه لزوجته , وينقل سخرية زوجته لأمه ، أما الزوج العاقل الناضج فهو رمانة الميزان في هذه العلاقة الثلاثية وهو يضبط إيقاع تلك العلاقة المسكونة بالشحنات الوجدانية المتناقضة ويعمل كرسول سلام بين الطرفين ويراعي التوازن بين احتياجات الأم وبين حقوق الزوجة.

ثامناً: فهم البنية النفسية لكلا الطرفين…. فعلى الزوج مثلا أن يتفهم سيكلوجية زوجته أثناء الحمل او النفاس فلا يتهمها بالتقصير مثلا او أن حبها قد قل له وهكذا، ولكن عليه أن يتعلم ويفهم إنها تمر بظروف نفسية غاية فى الخصوصية فى تلك الاوقات وهكذا ، وعلى الزوجة ايضا أن تتفهم البنية النفسية للرجل فمثلا عليها أن تعطية نصف ساعه بعد رجوعه من عمله لا تكلمه فى شئ فالرجل كما ذكرنا من قبل وكما اشار الطب النفسى إلى هذا فقال … أن الرجل لا يستطيع الإنتقال من مهمة لأخرى بسرعة كما تفعل المرأة , بل يحتاج لبعض الوقت ليخرج من غرفة إلى غرفة أخرى , لأن مخه يعمل كالغرف المنفصلة وليس كالشبكة المتصلة كما هو الحال بالنسبه للمرأة.

تاسعاً : طريقة التعبير عن الحب.

وهذه سوف نخصص لها مقالا مستقلا، ولكن نشير الآن إلى انه ربما اختلفت طريقة التعبير عن الحب لدى كلا الزوجين، فالرجل مثلا فى الغالب يعتبر أن اهتمامه بزوجته وشئون بيته وابنائه واحترامه لها ولأهلها إنما هو اسمى الطرق لتعبير عن الحب دون الحاجة إلى كلمات الحب المعروفه بين العاشقين، أما المرأة فى الغالب تحتاج إلى أن تسمع بعض العبارات الرقيقة التى تلمس وجدانها وتٌلهب مشاعرها..لذلك على الزوجين أن يتفهما هذا ويحاولا الاقتراب فيما بينهما فى تلك النقطة.

عاشرا واخيراً : أقول ما يلخص كل ما ذكرته أن القاعدة الذهبية التى يجب ان تحكم العلاقة الزوجية هي: “الإحسان فى الرضا..والغفران فى الغضب:.

(حفظ الله أسرنا وبيوتنا..حفظ الله مصر..ارضا وشعبا وجيشا)

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: كلمات تأسر القلوب

عدد المشاهدات = 303 ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى …

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.