الجمعة , 29 مارس 2024

قصة 21 ألف أسد..!

= 3955

في أحد الأيام اجتمعت أوروبا في جيش بلغ عددة 300 ألف مقاتل..ومعهم ألف منجنيق وكل منجنيق يجره مئة ثور لهدم الكعبة وأبادة المشرق الاسلامي وكان الجيش يضم البابا ومعه ٣٥ ألف بطريق، وما لا يحصى عدده من القوات والسلاح والعدة والعتاد ….

وأعلنوا الحرب المقدسة وتوجهوا لديار المسلمين من أجل إفنائهم وإبادتهم…!

?كانت الخلافة العباسية في اسوأ أيامها من فقر وضعف ومهانة ، وكانت الشيعة هي التي تتحكّم بديار الاسلام ، عبر دويلات شتى وكانت الخلافة لا تضم سوى 3000 جندي يخرجون في موكب الخليفة الذي لا إسم له ولا صفة سوى الدعاء له في صلاه الجمعة …!!

?فهل انتهي الامر؟ بالطبع لا .. كانت هناك إمارة صغيرة إسمها “دولة السلاجقة” .. كانوا يقفون كحرس حدود على مشارف الخلافة ، يصُدّون غارات البيزنطيين تارة، وينهزمون تارة، وكان قائد تلك الإمارة شاب صغير اسمه “ألب أرسلان” وبالعربية يعني اسمه (الأسد الشجاع ).

?كان هذا البطل عائدا من خراسان من حرب بجيش قوامه 21 ألف رجل ما بين مصاب وفاقد لسلاحه ، وسمع بمجيء الجيش الصليبي فأسرع بالعودة وحاول أن يُقنع أرمانوس الامبراطور البيزنطي بالرجوع عبر التنازل عن أراضي لامبراطوريته ، تارة ، وبجزية يدفعها له تارة ويغريه تارة بغنائم وأموال..

?ولكن امبراطور الروم رفض وأخبره ان مجئ تلك الجيوش الزاحفة وتكلُفتها لا تتسع لها اموال المسلمين كلها ..

وأن إباده المسلمين وهدم مقدساتهم في فلسطين والحجاز هي الثمن الوحيد ..

?أُسقِط في يد البطل .. وأرسل للخليفة يسأله العون والمدد فلم يُجبه ، معللا له سوء الحال وقلة الجند وحاول ألب ارسلان، ان يستثير حماسة المسلمين ويرسل الرسل للأقطار كلها فلم يجبه سوى القليل .. ذهب ارسلان الى شيخه ( أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري) يسأله المشورة في هذا المصاب الجلل، فحثه على الجهاد والكفاح لدين الله بما أُوتي من قوة .. وهنا يخرج ارسلان، لجيشه الصغير ويُخيرهم ..من أراد الجهاد فليبقى ومن أراد الإنصراف فليقدم عذره لله ، وينصرف ..

?وهنا يقف الشيخ العظيم وسط الجيش يقول لهم : ( هذا يوم من أيام الله لا مكان فيه للفخر أو الغرور وليس لدين الله وحرمة دم المسلمين ومقدساتهم في كل الدنيا سوى سواعدكم وايمانكم ..) ويلتفت الشيخ إلى الأسد الشجاع ويقول له: اجعل المعركة يوم الجمعة حتى يجتمع المسلمون لنا والخطباء بالدعاء في الصلاة ..
‏ㅤ ㅤ ㅤ
?وبالفعل إستجاب أرسلان ،لهذه النصيحة التي تشرح بأقلّ العبارات أسباب الانتصار المادية والمعنوية ، فالمجاهدون يحتاجون تماماً للدعاء مثلما يحتاجون إلى السيف والرمح وفي يوم الجمعة 7 ذي القعدة 463 هجرية الموافق 26 أغسطس 1071م قام ألب أرسلان وصلى بالناس وبكى خشوعاً وتأثراً ودعا الله عز وجل طويلاً ومرغ وجهه في التراب تذللاً بين يدي الله واستغاث به وعقد ذنَب فرسه بيديه ثم قال للجنود “من أراد منكم أن يرجع فليرجع فإنه لا سلطان هاهنا إلا الله”، ……

?ثم امتطى جواده ونادى بأعلى صوته في أرض المعركة “إن هزمت فإني لا أرجع أبداً فإن ساحة الحرب تغدو قبري” ، وبهذا المشهد إستطاع ألب أرسلان أن يحول 21 ألف جندي إلى 21 ألف أسد .!

شاهد أيضاً

حكايات رمضان: حكاية الصوم

عدد المشاهدات = 6698  تكتبها: دعاء السيد ———————– احنا ليه بنصوم؟ ياتري علشان فعلا زي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.