حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
——
بقلم: سامح عبدالمنعم
لو فكرنا قليلا لما وصل إليه حال السياحة فى مصر مؤخرا من ضعف الطلب وندرته على مصر كمقصد سياحي، رغم عودة استقرار الظروف الأمنية والسياسية، ورغم إلغاء حظر السفر لمصر من أكثر من 90 % من دول العالم، ورغم أن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية تهدد العالم كله فى أى مكان على وجه الكرة الأرضية، وأصبح لا يؤثر بنسبة كبيرة على صناعة السياحة كما كان فى الماضى.
والدليل على ذلك، أنه وعلى حسب تقرير المؤتمر الإقتصادى الأخير الذى انعقد بجنيف أن الدول العشر الأولى فى السياحة عالميا جميعها حدث بها هجمات إرهابية ( إنجلترا – فرنسا – أمريكا – ألمانيا – تركيا – أسبانيا ….).
سنجد ببساطة أن عدم وجود استراتيجية أو خطة طويلة الأجل للسياحة فى مصر هى السبب الرئيسي.
وسنجد كذلك أن عدم وجود حد أدنى للأسعار ومحاربة المستفيدين لفكرة وضع حد أدنى للأسعار طبقا للتصنيف الفندقى، وبالتالى سيتم مطالبتهم بالتجديد وهو ما يرفضونه بإعتبار أنه لا يريد أن يدفع أى مليم إضافى للإستثمار السياحي، ويكفيه أن يرخص سعره فقط، فيبيع كفندق 5 نجوم بسعر 3 نجوم، وبالتالى تزيد أرباحه دون أى مجهود أو تكلفة، دون الوضع فى الإعتبار ما يسببه من ضرر لإقتصاد بلده ولسمعة بلده السياحية وقيمتها وأمنها القومي.
وسنجد أيضا، أن إهمال المناطق الأثرية والسياحية، وعدم الإهتمام بها أو توفير أبسط وسائل الراحة بها.
سنجد أن سوء معاملة السائح وما يتعرض له من نصب أو تحرش فى بعض الأحيان نتيجة لعدم توعية المواطنين بأهمية السياحة.
سنجد أن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران المملوك للدولة وسوء الخدمات يجعل أصحاب شركات الطيران الخاصة والشارتر يتحكمون فينا دون سبب بل وعلى العكس يتم صرف دعم أو تحفيز لهم دون تحقيق أى أستفاده!
سنجد أن فقدان العمالة المدربة واللجوء للعمالة الرخيصة.
سنجد أن القوانين واللوائح التى تحكم السياحة جميعها قديمة لاتتماشى مع الوضع السياحى الدولى اليوم،
وبالتأكيد جميع ماسبق هو جزء بسيط من مشاكل كثيرة نحن من نصنعها دون أن ندرك أنها فى النهاية تجعلنا نحن من يحارب السياحة فى مصر.
فهل يأتى اليوم الذى يمكننا فيه أن نصحح المسار أم سيبقى الوضع على ماهو عليه!
(يارب الخير لمصر)
