الأربعاء , 17 أبريل 2024

بسمة عبدالقادر تكتب: “سقف الغربة”!

= 1599

—–

لا يمكنني أن أفكر لماذا الحياة أكثر صعوبة مما نتخيل .. ربما كانت الغربة هي السبب..ولكن تبقى الغربة شديدة جدا.. والوحدة مؤلمة أكثر على إنسانٍ خلق ليستأنس بغيره.

ففي الكثير من الأحيان تجد نفسك محاطا بوحدتك .. لا أحد إلا وحدتك، وعليك تحمل كل هذه الأعباء وحدك .. وعليك الوصول إلى نهاية الطريق وحدك .. وعليك مواجهة كل هذا الخوف والمجهول وحدك .. في البداية تستشعر المرارة الشديدة.. ثم رويدا رويدا تتحول إلى اللامبالاة..

سيدور العالم من حولك وربما ينقلب رأسا على عقب ولن يتحرك لك ساكنا، ولماذا ستحرك ساكنا لأجل أي شيء! وأنت كما أنت لازلت وحدك ، لن تنظر إلى ما وراءك أو على جانبيك .. بل حتى لن تبصر ما أمامك إلا لأجل العثور على منفذٍ تواصل منه المرور في طريقك.. وما باتت الحياة بالنسبة لك إلا هذا الطريق الطويل الذي لا ينتهي والقصير العابر في لحظات.. عليك أن تمر خلاله ، ولن يفرق معك إن كنت مسيرا فيه أم مخيرا.. فقط كل ما عليك أن تمضي وتمضي حتى تأتيك نهاية مجهولة في ساعة مجهولة..

لذا واصل المسير.. وحدك .. نعم أنت لازلت وحدك .. والجميع من حولك ولكنهم وحدهم أيضا.. إنك تراهم ولا تراهم.. وهم يرونك ولا يرونك.. ويتسع الفراغ الذي بداخلك حتى يشملك تماما، وحتى لا يترك منك مسافة نقطة لأي عاطفة تحاول تخللك.. لقد بت شبحا لا يشعر بوجوده أحد .. ولا يشعر بوجود أحد.. شبحا يحيا بين أشباح من جنسه؛ ولكن لا يتحدثون نفس اللغة.. ولا يتمايؤون بنفس الإيماءات.. ولا يتجاذبون لنفس المشاعر.. لتبقى روحك في غربتها لا تستأنس لأرواح أخرى.. ولا تبحث عن شبيهتها.. ربما اكتفت.. وربما تعثرت كثيرا بين الغرباء، حتى تفقد هويتها.. وتتحول إلى رمادٍ تتقاذفه الريح ولا يعرف وجهته أبدا.

شاهد أيضاً

“ساعة المساء “…خاطرة بقلم ندى أشرف

عدد المشاهدات = 8336 هل لكل مكان سبب ولكل سبب قصة معينة له؟ واقع مادى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.