الأربعاء , 24 أبريل 2024

أضلاع المثلت في عيد الحب Valentine’s Day

= 3687

—-

بقلم: عادل عبدالستار 

أردت أن أذهب بعيد قليلا عن الكتابة الروتينية فى مناسبة كتلك التى نحن فيها وهى يوم الحب .. أردت أن يكون مقالى مختلف بعض الشئ عن تلك التى ستتحدث عن الرومانسية وهو أمر جميل على اى حال … ولكنى رأيت أن اتحدث عن الحب من الناحية النفسية، ولكن فى البداية أقول:

إن الحب إحساس ما أروعه وما أجمل الاحساس به وهو شعور وجدانى يتسلل الى الوجدان ، والوجدان لا سلطان لاحد عليه ، ومن أراد أن يرتقى بالحب فلابد أن يرتقى بحبه لله عزوجل ، لانه بذلك سيكتسب نورانيةً من حبه لله وتلك النورانية تفيض على المحبوب فتغدق عليه نور على نور .

ويقول أبن حزم : الحب يبدأ بالاستحسان وهي حالة قريبة من الصداقة ثم الاعجاب .. فالألفة .. فالأنس .. ثم بعدها الشعور بالوحشة بعيداً عن الحبيب .. ثم لكلفته فالعشق وانشغال البال حتى يهيم المرئ بحبه حتى الشغف .

فالحب حقا ما اروعه وما أجمل الشعور به ( نتحدث عن الحب بين الزوجين )

وكان للطب النفسى أيضاً نصيبا فى الحديث عن الحب فيقول:

أن عمر الحب هو ثلاث سنوات فقط ، ولكى يستمر ويدوم فعلى كلا الطرفين أن يهتموا به ويرعوه حتى يصبح خالدا بينهما والرعاية هنا تأتى بالمودة والرحمة والاحتواء ، تأتى باستمرار الحوار ، وإتقان إدارة الخلاف والغضب وفن التواصل.. تأتى بالعتاب والتسامح…..ألخ ، كل تلك الاشياء تجعل الحب يستمر وينمو ولا يموت..

وينقسم الحب الى ثلاث مراحل: الاعجاب … الاستكشاف …التكيف … ولذلك نقول للشاب وللفتاه او الرجل والمرأة…. حين يشعر أحد منكم بالاعجاب فعليه أن ينتقل سريعا الى مرحلة الاستكشاف ، فإذا ما تبين له أو لها أن الطرف الآخر غير مناسب ابتعد عنه سريعا قبل أن يتسلل الحب إلى وجدانه ويتعمق داخله وحينها سيشعر بالكثير من الألم حين يترك او يبتعد عن المُحب ، او أنه سيكون مضطراً أن ينتقل الى المرحلة الثالثة وهى التكيف … بمعنى انه سيحاول أن يتعايش مع المعطيات الموجودة ويخلق لنفسه داخله ما يُهون عليه الامر …فإذا كان الطرف الآخر مثلا أقل منه إجتماعيا فيبدأ يبرر لنفسه بأنه لا مشكلة فى ذلك أو إذا كانت قليلة الجمال فيقول: الجمال ليس كل شئ وهكذا ..

وللحب ثلاث أضلاع …ولذلك سماه الطب النفسى “مثلث الحب” …. كما أوضح ذلك استاذنا الدكتور طارق الحبيب ..استاذ الطب النفسى ..

الضلع الاول: الاستشعار بالمسئولية… وتجد من لديه سمات هذا الضلع فى شخصيته أو تشكلت هَويتة على هذا الامر .. تجده يُترجم الحب من هذا المنطلق وهو الشعور بالمسئولية، فتجده يهتم بشئون أسرته وزوجته بشكل ملحوظ للغاية …هل ذاكر الاولاد ..هل فعلتوا كذا .. هل هناك شئ ناقص .. إهتمام نابع من الشعور بالمسئولية ….وتجد الزوجة تصرخ وتقول احتاج إلى بعض الرومانسية ، ونقول لها ..هو يحبك وربما اكثر مما تتخيلى ولكن الحب عنده يُترجمه فى صورة الاهتمام، والانتاجية الاسرية فهو لا يعيش الرومانسية بمقدار ما يحيي المسئولية ، وعلى الزوج هنا أن يعلن ويوضح هذا الامر لزوجته وأنه يتغزل فيها بالطريقه التى تشكل بها ، وهكذا الحال ايضا إذا كانت الزوجة هى التى لديها هذا الضلع عالى..

الضلع الثاني: التعلق ….ومن لديه سمات هذا الضلع فى شخصيته …تجده دائم السؤال عن الطرف الآخر ، يحب معرفة اخباره ، والاطمئنان عليه ، وربما نجد الطرف الآخر ينفر من هذا الامر ويعتبره ربما نوع من المراقبة او الشك ، ولكن نقول له …بل هو التعلق يا سيدى وليس الشك او المراقبة .. وإنما هى ترجمة للحب..

الضلع الثالث: الحميمية….وتجد من لديه سمات هذا الضلع فى شخصيته…تجده دائم الرغبة فى الاقتراب من المحبوب ولديه رغبة دائمة فى العلاقة الحميمية معه …ليس حبا فى الجنس لذاته ولكنه ترجمه لحبه لهذا الانسان..

والذكى هو من يدرك ما يملكه الطرف الآخر ويستمتع به، وهذا يجعل الحب يتعمق داخلهم ويدوم بينهم.

أدعو الله أن يَمنّ علينا جميعا بنعمة الحب فى بيوتنا وبين أفراد أسرنا..

(حفظ الله مصر … أرضا وشعباً وجيشاً)

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 2024 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.