الجمعة , 29 مارس 2024

نهال مجدي تكتب: خلافات الأشقاء..!

= 2042

“أحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا..وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.

علي الرغم من الخلاف حول صحة هذا الحديث أو قوة سنده إلا أننا نستطيع ان نعتبره قاعدة ذهبية في العلاقات الدولية الحديثة وخاصة فيما نراه حولنا من الاحداث التي نخرج منها بنتيجة واحدة وهي أنه لا توجد عداوات دائمة ولا صداقات دائمة..هناك فقط مصالح دائمة.

وبما أن المصالح هي الدائمة فلا يوجد أهم من علاقاتنا مع دول الجوار والتي دائما وأبدا لابد أن تكون جيدة، وأعني هنا تحديداً دولة السودان الشقيق والتي تعتبر جبهة لابد وأن نحافظ علي هدوئها وخاصة مع توتر الأوضاع علي حدودنا الغربية في ليبيا، وفي حدودنا الشرقية في غزة ومن وراءها إسرائيل، فلا أقل من تهدئة الأوضاع علي حدودنا الجنوبية أو علي الأقل وضع الخلافات (التي لا يمكن إنكارها) في حدها الأدني والعمل علي حلها بأسرع ما يمكن.

ليكن هناك خلافات سياسية، وتعارض مصالح في بعض الأوقات بين البلدين، ولكن بين الاشقاء والدول التي يجمعها تاريخ واحد وصلات نسب وإرتباط عضوي يكون من غير المقبول أن يتم إستثارة الرأي العام في أي من البلدين ضد البلد الاخر.

يجب أن تذكر الشعوب حكامها بأن مصر والسودان كانا بلداً واحدها حتي خمسينات القرن الماضي، وأن التحديات التي يعاني منها السودان تجد صداها في مصر، وحين تموج الإضطرابات في القاهرة تئن لها الخرطوم.

ولعل سقوط حائط برلين ليس عنا ببعيد، ولا المباحثات ومحاولات التقارب بين الكوريتين الشمالية والجنوبية والتي قد تسفر عن إعادة العلاقات الي طبيعتها.

وحتي تصريحات الشيخ صباح الأحمد الصباح الأخيرة حول العلاقات الخليجية وأنها مهما كانت الخلافات فهي حتما الي زوال تؤكد نفس المعني. وحتي عندما إنفصل جنوب السودان عن شماله، كانت هناك تصريحات من الجانبين أنه ليس من المستبعد أن يكون هذا الإنفصال لفترة يعود بعدها السودان موحداً مرة أخري.

ولكن من المهم أنه عندما تعود المياه الي مجاريها ألا تكون النفوس قد ساءها ما صدر عن الجانبين من محاولات الإستهزاء والإهانة والحط من شأن الطرف الأخر.

لابد وأن نتذكر دائما أن ما يجمع السودان ومصر أكبر من أنظمة الحكم بهما، وأن مصالحهما المشتركة أكبر مئات المرات من أي خلاف قد ينشب بينهما. لتكن خلافاتنا مهما كبرت أو توترت العلاقات، هي خلافات الأشقاء وشركاء مصير واحد لابد وأن تنتهي.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6826 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

تعليق واحد

  1. كلام في منتهي الدبلوماسية والحكمة ويجب الا تسوء العلاقات بين الشقيقتين حتي ان عادت المياة الي مجاريها لا تكون هناك ضغائن ولقد وضعتي يدك بدقة علي السبب وراء الخلافات هي مسألة صراع انظمة يؤججة الغرب وماما امريكا ومن ورائهم اسرائيل
    وان شاء الله يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
    بالتوفيق دايما يا نهال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.