الخميس , 18 أبريل 2024

د. إيناس الهياتمي تكتب: رسالة حب!!

= 3284

——————–

تمر بنا الأيام وينتهى عام ويأتى عام آخر يرحل بكل ما فيه من أحزان وأفراح ومواقف مؤلمة وأحيانا سعيدة.. ومع نهاية آخر أيام العام يقف كل واحد أمام نفسه يفكر فيما مر به خلال العام الماضى من مواقف وأحداث وما حققه وما لم يحالفه تحقيقه.

نستقبل عاما جديدا بفرحة وسعادة.. ونودع سنة رحلت على أمل أن تكون أفضل مما مضت ومليئة بالخير للجميع وتتحقق فيها الأمنيات.. ولتحقيق ذلك لابد أن يكون بداخل كل منا التسامح.. فهى من أسمى الصفات التى أمرنا الله عز وجل وحثت عليه جميع الديانات السماوية، والتسامح هو العفو عند المقدرة والتجاوز عن أخطاء الآخرين ووضع الأعذار لهم والنظر إلى مزاياهم وحسناتهم بدلا من التركيز علي عيوبهم وأخطائهم .

فالحياة قصيرة تمضى دون توقف.. ولا داعى لنحمل مشاعر الكره والحقد بداخلنا.. بل علينا ان نملأها بالحب والتسامح والأمل حتى نكون مرتاحين البال وهو يقرب الناس لنا ويمنحنا حبهم وثقتهم.

فالإنسان الذى يحمل لغيره مشاعر الحقد والكره يعيش حياته فى صراعات ولا يتذوق طعم الحياة ، أما الإنسان الذى يتجاوز عن أخطاء الآخرين وينساها ينعم بحياه هادئة مستقرة وراحة بال .

فالذات السلبية هى التى تغضب وتثور فالطبيعة الحقيقية للإنسان هى النقاء وسماحة النفس والتسامح مع الآخرين.

وللتربية دور مهم فى إنتاج أشخاص متسامحين.. فالآباء الذين حرصوا علي زرع أفكار عنصرية وحاقدة فى نفوس أبنائهم من الصغر يحصدون أشخاصا مرضى فى شخصياتهم وقلوبهم وسلوكياتهم.. وبالتالى يلحقون الأذى بمن حولهم ، أما الآباء الذين يربون أبنائهم على الاحترام والأخلاق وفعل الخير ونسيان السيئ مما مر بهم فيخرجون جيلا واعيا يبنى المجتمع ويقويه ويطوره ولا يلتفت إلى العيوب واساءات من حوله.

ومتى التزم أفراد المجتمع بخلق التسامح فى كافة المجالات، فإن السعادة تغمر حياتهم وتقوي روابط المحبة بينهم ويعم الاستقرار وتختفى العداوات.

وهناك بعض النقاط المهمة التى قد تساعدك علي التسامح، أولا : يجب على كل انسان أن يأخذ العبرة من التجارب السابقة ويعرف أن الخبرات التى تمر به سواء كانت ايجابية أو سلبية ما هي إلا خبرات جديدة يكتسبها ويتعلم منها ليطور شخصيته، وثانيا : البحث داخلنا عن السعادة فهى قرار يستطيع الانسان تحقيقه اذا أراد وذلك من خلال البحث داخله والتفكير بايجابية ، وثالثا: عليه أن يتجنب الغضب والعصبية والأفكار السلبية ويبدأ فى النسيان وتصغير الأمور وأن يتحلى بالهدوء والتركيز علي مشاعر الحب.

وأخيرا كل عام والجميع بخير وسعادة وأتمنى من الله أن يبدأ العام القادم ولا تحملون إلا مشاعر الحب والتسامح والغفران.

———–
* كاتبة المقال إستشاري علم النفس.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: الجودة أم الكمية؟

عدد المشاهدات = 2537 «وينشأ ناشئ الفتيان منا…على ما كان عوّده أبوه»، إحدى الأمهات كانت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.