الخميس , 25 أبريل 2024

عادل عبدالستار يكتب: صناعة الأمل..!

= 1837

———————-

تُعجبنى كثيراً مقولة الرائع أحمد المسلمانى ( الأمل وطن … واليأس خيانة ) وربما هذا ما دفعنى لكتابة هذا المقال تحت ذلك العنوان ،

وفى تقديرى أن الامر أكبر من كونه مجرد مقال او عنوان لمقال ، بل أرى أنه يجب أن يكون صناعة و رؤية وفكرة يسعى الجميع لتحقيق ونجاح تلك الصناعة المهمة ( صناعة الامل ) بل ربما أتجاسر وأقول أنه يجب أن يصبح مشروعاً قومياً تعمل الدولة على نجاحه ، لانه كيف لدولة أن تنهض وقد أصاب معظم شعبها اليأس والهزيمة النفسية ، وقد تذكرت ما كنت قد قرأته فى كتاب مصر الكبرى صفحه253 للمسلمانى(.. إن اكبر هزيمه ألحقتها اسرائيل ببلادنا هى ترسيخ الاعتقاد بان هزيمه 67 كانت اسطوريه..)

ثم قال(..انها بذلت نصف الجهد فى تأكيد الاسطوره اما نصف الجهد الاخر فقد تكفل به عدد وفير من المصريين بعضهم كان معادياً لثوره 52 وبعضهم كان معادياً لعبدالناصر وبعضهم كان معادياً للمشير عامر وبعضهم لم يكن معاديا لاحد ولكنه انهار تحت وطأة ما يرى ..) وأرى أن ما نمر به الان هو نفس الشئ ، فهناك من هو مُعادياً لثورة يناير … إحنا أسفين يا ريس وما على شاكلتهم ، وهناك من هو مُعادياً للرئيس … الجماعات وما على شاكلتهم ، وهناك من يريد أن يأكل عيش فى الفضائيات لا يهمه شئ الا قيمة عقده نهاية العام ، وهناك من هو وطنياً صادقاً مخلصاً مُحباً لهذا البلد الا انه إنهار تحت وطأة ما يراه من ارتباك ، وعدم وضوح الرؤية ، والتصريحات الكثيرة المُفرغه من جوهرها ، وقد نسى كل هؤلاء بما فيهم المُخلصين أنهم يرفعون جميعاً راية واحدة هى راية اليأس والهزيمة النفسية..

لذلك أقول أن صناعة الأمل يجب أن تكون مشروعاً قومياً يحرص الجميع على نجاحه ، علينا أن ننتقل الى مرحله جديده فى الدوله المصريه ، مرحله ننتقل بها من الارتباك الى تحديد الهدف ومن يأس الماضى الى أمل الغد ، اننا فى بلد إنما هى دوله مؤجله!! مرافق مؤجله ، وسياسات مؤجله وحتى أحلام مؤجله ، ولقد أصبح من المُلح ومن الضرورى أن تنتهى كل تلك المؤجلات ، أصبح من الضرورى والمُلح صناعة الأمل والتخلص تماماً من الاحساس باليأس والعيش فيه إن من أفضل من قام بهذا كان المُبدع الرائع – مهاتير محمد – فكما ذكر المسلمانى على لسان عالمنا الكبير – أحمد زويل – رحمه الله حينما كان يسأله عن سر تلك الشهرة الواسعة التى حظيت بها مقولة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما ( جرأة الأمل ) فقال الدكتور زويل: حين زرتُ – ماليزيا – وفى أول لقاءٍ لى مع زعيمها الأشهر مهاتير محمد.. قلت له: لماذا قررت أنْ تبنى فى العاصمة كوالالمبور أعلى ناطحة سحاب فى العالم.. والشعب يعانى من مشكلاتٍ عديدة.. ولم تصِل قدراتُ بلادِك إلى هذا التّرف الكبير؟.. ألمْ تخَفْ من غضبةِ الشعب الذى يعانى وهو يجد زعيمه ذاهباً إلى بناء أعلى ناطحة سحاب على وجه الأرض؟! .

..رد مهاتير محمد وقال إن شعب ماليزيا الفقير كان ينظر إلى مشكلاته ويومياته.. وكان متعثّراً فى تفاصيله واحتياجاته.. كما أنّهُ كان يائساً من الصعود والانطلاق. وكان أقصى طموحه.. أن تمضى حياته السيئة كما هى، دون أنْ تتدهور إلى ما هو أسوأ ( كما هو حال مصر الان) وكان علىّ أن أرفع البصر.. وأن أرفع بَصَرَ الشعب كله إلى أعلى.. وهنا فكّرتُ فى بناء أعلى ناطحة سحاب فى العالم. إن الهدف منها أن ينظر كل سكان كوالالمبور إلى أعلى الناطحة.. فيظلون باستمرار رافعى الرأس.. ينظرون إلى السماء. وأنا مُدرك بالطبع.. أن النظر إلى أعلى «ماديّاً» سوف يؤدى مع الوقت إلى النظر إلى أعلى «معنوياً». وإن تأمّل ناطحة السحاب على نحو «بيولوجى» سوف يؤدى للنظر إلى أعلى على نحو «سيكولوجى». إننى ببساطة أردت أن ينظر شعبنا إلى «فوق».. وأن يتطلّع إلى «أعلى»..

إنها ليست مجرد بناية شاهقة.. إنها ( عمارة ورسالة)لا ايها السادة : هكذا صنع مهاتير محمد ( الأمل ) وأقول أننا نستطيع أن نصنع ما صنعه إذا خلصت النوايا ، وتشابكت الايدى ، ووضحت الرؤية وأستخلص الرأى الاصوب مما يُطرح ويُعرض من أراء وأفكار ، إن ما نمر به الان أعترف إنه صعب وأعترف أننا اصبحنا لا نحتمل ما يحدث من ارتباك ، وفقد لقيمة الجنية ، وارتفاع فى الاسعار، وإختفاء دورنا القيادى فى المنطقة وضعف القوة الناعمة ، وتطاول الصغار علينا ، وإعلام حقير وأحمق ينعق كل يوم يصنع القبح داخلنا ، ولكن أقول …. أن هناك من تعرض لما هو أكثر من ذلك ، فى الحرب العالميه الثانيه ، امبراطوريه استعماريه مثل فرنسا تم إكتساحها فى ايام ، ودوله مثل بولندا اكتسحها الجيش الالمانى فى يوم واحد …ودوله مثل الصين ومثل كوريا دخلها الجيش اليابانى كاسحاً الارض وماسحاً ما فوقها ليسقط الملايين دون مقاومه مشرفه…. ولكنهم نجحوا فى صناعة الأمل ومن ثم صناعة الوطن حفظ الله مصر …. أرضاً وشعباً وجيشاً.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 2706 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.