الخميس , 28 مارس 2024

جيهان السنباطي تكتب: سقطة فريدة!

= 1299

إنتهجت بعض الشخصيات العامة فى الفترة الاخيرة منهاجا جديدا لتسليط الاضواء عليهم وذلك من خلال اعلانهم عن بعض التصريحات والآراء المثيرة للجدل لإثارة الراى العام حتى تتردد اسمائهم على القنوات الفضائية وعلى صفحات الصحف والمجلات ومواقع السوشيال ميديا ويصبحون حديث الساعة هؤلاء لايبحثون سوى عن الشهرة غير عابئين بتاثير تصريحاتهم الشاذة على المجتمع.

لايدرك هؤلاء ان الشخصيات العامة لايحق لها ان تتفوه بكلمة دون ان تفكر فيها ولايحق لها ان تخطو خطوة دون ان تكون متاكدة من وجهتها وان هناك نقاط حمراء لايجب تجاوزها ولايسمح فيها بالتهريج او السخافات كما لايسمح فيها بالتسامح مثل التطرق الى بعض الشخصيات التاريخية وثوابت الدين واصدار فتاوى مخالفة للشريعة الاسلامية طبقا لمعتقداته الشخصية.

وتأتى تصريحات الكاتبة الصحفية والإعلامية فريدة الشوباشى الاخيرة ضمن قائمة التصريحات الشاذة والتى انتقدت فيها عددا من الموروثات العقائدية منها الحجاب ، مؤكدة أنه ليس فرضا ووصفها النساء المنتقبات بـ”التوكتوك” وسخريتها منهن، إلى جانب اعتبارها تعدد الزوجات حراما، وكذا اتهامها للشيخ الراحل محمد متولى الشعراوي بأنه سبب تفتيت الوطن العربى .

هذه التصريحات لاتعد سوى فرقعة اعلامية تعمدتها الشوباشى حتى تعود الى الاضواء مرة اخرى بعد غياب طويل فقد اعتادت اطلاق بعض التصريحات المثيرة للجدل من وقت الى اخر كى تكون مثار الحديث لكنها هذه المرة اخفقت حينما حاولت النيل من الثوابت الاسلامية والتشكيك في وطنية وحب الشيخ الشعراوي لمصر الذى يعد من اهم رموز مصر فضلا عن كونه امام الدعاة ، والذي قدم الكثير لبلده ودينه، من خلال تبسيط تعاليم الإسلام، وشرح معاني القرآن الكريم .

وبرغم ردود الافعال الغاضبة تجاه تصريحاتها المستفذة الا انها لم تتراجع عنها بل واصرت عليها رغم انها تحتوى على معلومات مغلوطة مؤكدة على حقها فى حرية التعبير وانها من حقها ان تعبر عما بداخلها متباهية بانها لاتحب امام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى وان من حقها ان تحب او لاتحب من تريد ومؤكدة كذلك على انها بتصريحاتها تلك تحارب التطرف الفكرى فكيف ذلك ايتها الاعلامية الفاضلة وانتى تهاجمين الدين وتشككين فى ثوابته الراسخة أن هذا الأسلوب غـيـر الموضوعي يـدفـع للتطـرف ولا يـحـاربـه، فـمـن المسـتقـر علمياً أن الـتطـرف العلماني والتجرؤ على الإسلام أحـد أسـبـاب الانحراف الديني الذي تجسده جماعـات العـنـف التي تـفـتـرى بـدورها على الإسلام لكن من وجهه أخرى.

لا أدرى لمن اوجه اللوم على اثارة هذه البلبلة فى المجتمع ؟ .. هل اوجه اللوم الى الشخصيات العامة التى اعتادت التفوه بتصريحات بدون علم او دراسة؟ أم أوجه اللوم الى اعلامنا الذى سمح لمثل هؤلاء الظهور على منابرهم ؟ والى متى سيظل اعلامنا جوهر نكبتنا ؟ هذا الاعلام الذى لايبحث سوى عن كل شاذ ليسلط عليه الاضواء مع ان هناك الكثير من النماذج المشرفة فى مجتمعنا التى اذا ما تم تسليط الاضواء عليها ستكون نموذج صالحا يحتذى به .

لابد ان ان نعى ان الاعلام اخطر اداة فى الوقت الحالى بل هو الاداة الاهم وتكمن خطورته فى الدور المحورى والشائك الذى يلعبه فى تشكيل الوعى وخلق الاراء والتوجهات والتاثير على الراى العام وان انفلات المشهد الاعلامى وغياب ثوابته وفقدانه لرشده سيتبب فى فقدان التوازن فى المجتمع ونشر الكثير من الاراء والافكار والتوجهات الشاذة وانه لن يمكننا ان ننعم بالاستقرار والنجاح الا اذا امتلكنا اله اعلامية متميزة يقوم عليها كوادر اكفاء وتبث محتوى يتفق والاهداف التى تسعى اليها الدولة .

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6378 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.