السبت , 20 أبريل 2024

ميشا الألماني: أعامل الحمار كفرد من عائلتي..والأغنام الصغيرة متعلقة بي كأم!

= 926

الريف الالماني – محمد سعد

منذ أكثر من خمسة عقود، يحاول علماء النفس والمجتمع كشف النقاب عن علاقة الإنسان بالحيوانات الأليفة، وفائدتها على صعيد التفاعل العاطفي والعلائقي. وعلى الرغم من اختلاف الحوافز والميول التي تدفع إلى اقتناء هذه الحيوانات، يجد البعض قواسم مشتركة، تربط البشر عمومًا بالحيوان.

إن جزءاً من علاقتنا بالحيوانات التي نقتنيها، يكمن في لاوعينا. والسؤال المطروح ، كيف نفسّر انجذابنا إلى الحيوان الأليف، وما هي الفوائد التي نجنيها من وراء ذلك؟

قمنا بزيارة الريف الألماني، والتقينا بأحد أشهر محبي الحيوانات هناك ، لنتعرف على كيفية معايشة هذا الرجل لأصدقائه الحيوانات، وبخاصة الحمير ..

مايكل أموس الشهير (بميشا) هو مرب وتاجر حيوانات في مقاطعة شليسفيج هولشتاين، التي تقع شمال ألمانيا على حدود الدنمارك. وهو ينتمي لعائلة كبيرة، ويمتلك والده مسلخاً كبيراً في منطقة كيل. يعيش ميشا كما يحب أن يناديه الناس هناك في الريف الألماني، ويعمل في تربية الحيوانات، وبخاصة الحمير والأغنام، إذ يعتبر الحمار من الحيوانات المفضلة عند المزارعين الألمان.

وعن حبه للحمير ، يقول ميشا : إنّني أتعامل مع الحمار وكأنه فرد من عائلتي. وأفضّل تربية الحمار لأنّه وفيٌ ومخلص،ٌ وأثق به في حراسة قطيع أغنامي من هجوم الثعالب هناك. فمن المعلومات التي سمعتها أن الثعلب يخاف من الحمار.!

وعند لقائي بميشا وجدته يتعامل ويتحدث مع الحمار وكأنه يتحدث مع صديق. فسألته وأنا أضحك: أنت تتكلم مع الحمار؟! ..إنّه لا يفهم….فنظر إليّ بتعجب وقال: من قال ذلك؟

الحمار من أذكى الحيوانات، وأنا أعمل في تربية الحيوانات قرابة العشرين عاماً….الحمار كائن ذكي . وبالنسبة إلى الحمير التي أربيها، كل حمار عندي له اسم . وعندما أذهب إلى المزرعة ، وأنادي عليهم ، يأتون إلي مسرعين. وحتى إذا استشعروا بوجودي، يأتون فرحين.

وأضاف ميشا : في الصيف ، أترك الحمير والأغنام في المراعي التي أمتلكها ، حيث يتغذون على الحشائش التي توجد هنا بغزارة.أما في الشتاء فأقوم بنقلهم إلى الشونة؛ اذ لا تستطيع كل أنواع الأغنام العيش تحت ثلوج الشتاء. وفي العادة أعتني بحيواناتي بمفردي، كما يشرف عليها طبيب بيطري بصفة دورية. فأكون بجانب الأغنام معظم الوقت إذا أحسست أنها ستلد، وبعد أن تلد آخذ الرضيع وأنظفه وأطعمه، وأضع له رقماً في أذنه وأسجّله في قائمة يذكر فيها من هي أمه.

ويضيف ميشا : يومياً أزور حيواناتي في مراعيها ، وأتفقدها لكي ألاحظ إذا كان أحدها مريضاً أو يعاني من أيّة إصابة ، فلديّ مسؤولية كبيرة تجاه حيواناتي. أمّا إذا أراد أحدٌ أن يشتري مني حماراً ، فلا أبيعه حتى أتأكد من المكان الذي سيعيش فيه الحمار، وإذا كان مناسباً أم لا. وأذهب من وقت لآخر لمتابعة الحيوان إذا كان هناك شئ ما غير مناسب . فحيواناتي غالية عندي ولا أفرّط فيها من أجل المكسب المادي ، بل اعتبرها أبنائي ، واحبها كثيراً. وإلى جانب تربية الحيوانات ، يتاجر ميشا بالطيور ولحوم الأغنام، كما أنه يصنع النقانق.

وأنهى ميشا حديثه بأنه يتمني أن ياتي إلى مصر، ويزور سوق الحمير، ليشتري بعضها، إضافة إلى الحمير التي يشتريها من إسبانيا ؛ لكي يقوم بعملية تهجين لها . ففي ألمانيا يقومون بتهجين بعض الحمير مع الخيول ؛ لينتجوا حماراً كبيراً يتصف بالقوة.

شاهد أيضاً

يونيو المقبل .. ورزازات المغربية تحتضن مؤتمرا دوليا حول الأمن المائي والسيادة الغذائية

عدد المشاهدات = 15534 تحت شعار “الأمن المائي والسيادة الغذائية وتثمين الرأسمال الثقافي اللامادي بإفريقيا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.