السبت , 20 أبريل 2024

نهال مجدي تكتب: الأزمة ليست في موسي أو ناصر !

= 2300

 

اللغط الذي أثير مؤخرا حول مذكرات الدبلوماسي المخضرم عمرو موسي عارضاً وجهة نظره “الشخصية” في فترة هامة من تاريخ مصر، كان هو شاهداً علي بعض أحداثها، وقريباً من أهم مراكز صنع قرارتها، كشفت عن خلل حقيقي في تقييم الرأي العام في مصر لبعض الأمور، مما يستدعي مناقشة بعض النقاط.
أولاً: من يقرأ تلك المذكرات بعقل بارد غير مشحون بحملة الهجوم الرهيبة التي شنها الناصريون عليها وعلي كاتبها وحتي علي من اقتنع بما فيها (فوق البيعة يعني) سيجد أنه ليس فيها أبدا ما يسيء للزعيم جمال عبد الناصر بل أن فيها من الإنبهار بشخصه وزعامته وتأييده المطلق للثورة وما بعدها ما يبعد تماما اي شبهة هجوم علي ناصر وتاريخه.
ثانياً: أن عمرو موسي إعترف أن هذا الإعجاب والتأييد المطلق الذي كان يكنه لعبد الناصر تراجع قليلاً بعد هزيمة يونيو 1967، وقد كان أمراً طبيعياً أن يشعر به شاب في مقتبل حياته الدبلوماسية صعدت آماله وطموحاته لتطال عنان السماء، ثم تهوي بأحلامه النكسة ومرارتها لتنكسر علي أرض الواقع المرير ليراجع مرة أخري كل ما كان يراه من المسلمات ويحكم العقل أكثر من العواطف في الحكم علي التجربة الناصرية برمتها وشأنه في ذلك شأن أغلب المصريين وقتها.
ثالثا: وهو الأهم، أن هذه الأزمة المفتعلة أثبتت أننا لازلنا نحكم علي الأمور بالعواطف وليس بالمنطق، الكثير منا يبني آراءه السياسية علي أساس مشاعره وهواه وليس علي حقائق ثابته.

الأزمة الحقيقية ليست في عمرو موسي أو كتابه، ليست عبد الناصر وطعامه ونمط حياته، الأزمة تكمن في أن هناك من يرى أن عبد الناصر لا يخطيء أبداً وحتي وإن أخطأ فليس من حق أحد أن يتجرأ ليناقش تلك الأخطاء.

والأزمة الحقيقية أيضا، أن هناك من رد علي هجوم عمرو موسي على عبد الناصر (إن إعتبرناه هجوماً) بهجوم مضاد مستفيضاً في سرد أخطاء موسى السياسية وكأنه أيضا المفترض فيه ان يكون منزهاً عن الخطأ ليقيم سياسي آخر حتي وإن كان زعيما بحجم ناصر.
أعتقد أنه لو كان عبد الناصر حياً بيننا لوافق عمرو موسى في كثير ما قاله، أو كان على الأقل ناقشه بشكل أكثر موضوعية.

وفي النهاية.. لابد من الاعتراف أن قامة عبد الناصر أطول وأقيم من أن يطالها هجوم، وإن كان هناك نقد فمن المهم سماعه من دبلوماسي ورجل دولة بقدر وخبرة عمرو موسي.
الأزمة فينا يا سادة وفي حكمنا علي الأمور، ليست في عمرو موسي ولا في عبد الناصر.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 4156 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

تعليق واحد

  1. ربما ما قاله موسى هو حق يراد به باطل , ربما هو مخضرم بما فيه الكفايه ليعرف كيف ينتقي الفاظه و يدس لنا السم في العسل , ربما يدري جيدا ماذا يريد , و ربما كان حسن النيه أيضا , كم من أناسا امنا بهم و بأفكارهم و صدقناهم في الآونة الأخيرة لنكتش بعد ذلك انهم كانوا يدسوا لنا السم في العسل . سيظل مقصد ما قاله عمرو موسى في بطن الشاعر الى ان تتضح الصورة أكثر في الفترة القادمه . تحياتي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.