الجمعة , 29 مارس 2024

د. إيناس الهياتمي تكتب: أحذر أمنك النفسي في خطر!

= 7119

يشهد العالم خلال السنوات الأخيرة تطورا حضاريا غير مسبوق فى جميع مجالات الحياة خصوصا في” الطب والهندسة والاتصالات ووسائل المواصلات وتقنية المعلومات” وتم توفير جميع متطلبات الحياة بسهولة ويسر وتم انشاء الأجهزة الأمنية المتطورة والجيوش المدربة.

كل هذه التطورات من أجل سعادة الإنسان وراحته وهذه الأمور وإن كانت واجبة على الدول تجاه مواطنيها وضرورية لحياة الإنسان الا أن الحضارة لم توفر للإنسان” الأمن النفسى” ، وإذا اقتربنا من مصطلح “الأمن النفسي” فإننا نجده يعنى الثبات والاستقرار النفسى وهى حالة من الطمأنينة والتوافق والتوازن تسود المجتمع.

والأمن النفسي يعنى التحرر من الخوف أيا كان مصدره فيشعر الفرد بحب من حوله وأنه له مكانة وسط الجماعة ويقل شعوره بالخطر والتهديد والقلق ، كما أن الأمن النفسي حاجة أساسية موجودة عند كل انسان ولكن توجد بدرجات متفاوتة وتعبر عن شعور الفرد بأنه قادر على البقاء ويشعر بالألفة والانتماء ويدرك أن العالم حوله سعيد.

والأمن النفسى موجود فى أى مرحلة من مراحل العمر وهو من مقومات الشخصية السوية ولابد من توفيره للانسان كى يستطيع أن يتوافق مع نفسه أولا ومع الآخرين وقادرا على ممارسة دوره فى الحياة بفاعلية ونجاح ، ولكى يحقق الانسان الأمن النفسي لابد مراعاة بعض النقاط الهامة.

ويعد الدين أساس الأمن النفسي حيث يتأثر الفرد بالقيم والأخلاقيات المشتركة فى المجتمع فالدين له أثر واضح فى الشعور بالأمن النفسي لأنه يهدى الفرد للسلوك السوى ويتجنب الوقوع في الخطأ فالشعور بالذنب وعذاب الضمير يهدد أمنه النفسي، ولذلك لابد أن نربى أولادنا على القيم الدينية ونزرع داخلهم الوازع الديني.

وبعد الدين يأتي دور الأسرة إذ تعتبر الأسرة من العوامل المؤثرة فى الأمن النفسي للإنسان فالجو العاطفى للأسرة ومحاولة احتواء المشكلات التى تتعرض لها بعض الأسر يعد من أهم العوامل اللازمة فى تحقيق الأمن النفسي فإهمال حاجات الشباب وعدم اشباعها هى سبب انحرافات الشباب فهم فى أمس الحاجة إلى من يأخذ بأيديهم ويوجههم للطريق الصحيح ويساعدهم على التكيف مع أنفسهم ومع الآخرين وهذا دور هام للآباء.

ثم يأتي دور المدرسة أو الجامعة فلابد أن يقوما بدورهما فى تشكيل شخصية سوية تجعله مسيطرا على سلوكه ولا ينساق خلف انفعالاته، وأن يكون ملما بما يحدث حوله وأن يساير ثقافة العصر الذى يعيشه أى لا ينصب دور المدرسة على الناحية التعليمية فقط ولكن الناحية التربوية كى نعد جيلا نافعا لنفسه ولوطنه.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: كلمات تأسر القلوب

عدد المشاهدات = 1009 ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.