الخميس , 28 مارس 2024

خريطة طريق للنهوض بمستوى التعليم في مصر

= 2243

بقلم – د.أحمد البوصيري

التعليم والتربية هما بناء الفرد ومحو الأمية في المجتمع وهو المحرك الأساسي في تطور الحضارات ومحور قياس تطور ونماء المجتمعات وتُقيَّم تلك المجتمعات على حسب نسبة المتعلمين بها.. وقد ذكر العلامة ابن خلدون في مقدمته إن الرحلة في طلب العلوم ولقاء المشيخة مزيد كمال في التعليم وأضاف بإن البشر يأخذون
معارفهم وأخلاقهم وما يتحلُّون به من المذاهب والفضائل تارة علمًا وتعليمًا وإلقاء وتارة محاكاة وتلقينًا مباشر

ما رأيك في منظومة التعليم في مصر ؟

للأسف أعتبر من وجهة نظري الخاصة إن منظومة التعليم في مصر منظومة فاسدة إن النظام التعليمي في مصر يعاني بكل عناصره العديد من المشكلات والعقوبات والتحديات التي تمثل عائقًا حقيقيًا أمام العملية التعليمية وتطورها وغالبًا ما ترتبط مشكلات التعليم في مصر بأربعة محاور
هى كالآتي :

المعلم :
1 – إن المدرس غير مؤهل تعليميًا و تربويًا بالشكل الذي ينبغى أن يكون عليه
2 – العائد المادي الذي يحصل عليه المدرس قليل جدًا ولا يكفي لكفالة حياة كريمة للمدرس
الطالب :
1 – لقد فقد الطالب الثقة في قيمة ومعنى التعليم وخوفه على مستقبله
المدرسة :
1 – صعوبة توفر الإمكانيات والوسائل العلمية في المدرسة نتيجة ضعف الدعم والتمويل المتاح للمدارس
المنهج الدراسي :
1 – الإعتماد على الحفظ والتلقين فقط حتى في المواد العلمية الإحصاء والرياضيات ومسائل الفيزياء
2 – عدم ملائمة المناهج للتطور العلمي المستمر فالمناهج قديمة وليس هناك أي تحديث للكتب التي ندرسها من حيث الكيف
وإن كان هناك بعض التحديث الشكلي وتبقى المناهج كقضية ساخنة في هذا الملف بسبب اعتمادها على الحفظ وعدم مواكبة التطورات

وأخيرًا

أُضيفت أزمة تسييس المناهج خاصةً في كتب التاريخ والتربية الوطنية التي غالبًا ما تخضع لأهداف سياسية معينة تتأثر بالنظام الحاكم ورؤيته
ما هى الطرق التي يجب أن نسلكها لوضع حلول لهذه المشكلات ؟

أولًا : أن نوضح ما هو مفهوم التعليم
ثانيًا : تحليل أهمية التعليم
ثالثًا : تحديد المشاكل التي تواجه التعليم المصرى وتحليلها تحليلًا منطقيًا وماديًا
رابعًا : تقييم دور الدولة في إصلاح وعلاج مشاكل التعليم

ما هى الأسس التي يجب وضعها للنهوض بالتعليم في مصر ؟

أولًا : اختيار وزير التربية والتعليم من العاملين بالمنظومة التعليمية

ثانيًا : أن يعمل وزير التربية والتعليم على التقدم ليس بالتعليم فقط بل أيضًا بالتربية وذلك بالاهتمام بالمواد التي قد همشت وجعلتها الأنظمة السابقة ما إلا مواد دراسية ليس لها قيمة يجتهد الطالب من أجلها
وهيا التربية الدينية التي تغرس في نفس الطالب القيم الأخلاقية والتعاليم والمبادئ القويمة والتربية الوطنية التي تغرس في نفوس الطالب قيم الروح الوطنية وإن تلك الأرض وهذا التاريخ ليس مجرد أسطُر قد سُطرت
من قِبل كُتاب ومؤرخين بل يجب أن يعلموا إن الإنسان والأمم من غير تاريخ فهم في هامش الحضارات يُذكرون.

ثالثًا : الاهتمام بالمناهج الدراسية وتطويرها بحيث تناسب جميع الطلاب في جميع مراحلهم العمرية وذلك عن طريق :

أولا : يجب اختيار المعلمين حسب الكفاءات وذلك بعمل اختبارات مكثفة في المجال العلمى الذى درسُه ويُدرسَه

ثانيًا : اختيار المعلمين حسب قدرتهم العلمية والفكرية لكل مرحلة تعليمية يستطيع فيها ذلك المعلم توصيل المعلومة كاملة صحيحة حسب قدرة الطالب على الاستيعاب

ثالثا : إنشاء مجلس قيادي تعليمي حيث يتم فيه المناقشات والمشاورات في المناهج التي يكتبُها كبار رجال التعليم من المعلمين الممارسين وليس من قِبل الوزراء أو وكلاء الوزارات
وبعد كتابتها وصياغتُها يتم عرضها على كبار المعلمين وحديثي التخرج للوصول إلى اتفاق عام وشامل على المنهج الذي سوف يدرسُه الطالب حسب قدرته العقلية والفكرية

رابعًا : عدم تعيين حديثي التخرج فور تخرجهم بالمدارس أو المعاهد أو الكليات والجامعات إلا بعد أن تقوم الوزارة بإنشاء كلية تأهيل وتدريب للمعلمين وفيها يدرسوا:

1- كيفية التعامل مع الطالب
2- كيفية الوصول بالمادة التعليمية إلى أرقى مستوى يستطيع فيها ذلك المعلم أن يتواصل مع الطالب على أكمل وجه
3- أن يتعلم ذلك المعلم فيها ما له من حقوق على هذا الطالب وما عليه من واجبات نحو هذا الطالب

خامسًا : وضع قانون صارم لمحاربة التعليم الخارجي وهو ما يسمى بالدروس الخصوصية والتي هى بمثابة وحش كاسر يلتهم فريسة ضعيفة والعقوبة تكون شديدة على من يتم ضبطه وهو يقوم
بالتدريس خارج الصرح التعليمي ..وذلك عن طريق :

أولًا : رفع أجر المعلم حسب كفائته التعليمية وتدرجه الوظيفي وأن يكون هذا الراتب يحقق له معيشة كريمة فهو ليس أقل شأن عن غيره وبذلك نضمن عدم إقدام هذا المعلم على هذا العمل
ثانيًا : يجب زرع قيم الاحترام والأخلاق في الطالب تجاه المعلم وذلك بوضع قرارات صارمة تجاه الطالب الذي يتعدى على المعلم بالسب أو القول فيجب أن نصلح ما تُلف
حيث بدأ الطلاب ينظرون إلى المعلم على إنه تاجر يقدم سلعة مقابل مادة.
وماذا بشأن معالجة المناهج التعليمية وكيفية تنسيقها حسب المرحلة التعليمية ؟

أولًا : تقديم المادة العلمية التي تناسب عقلية الطالب من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية

مثال : التاريخ:
يجب أن نقرره في المرحلة الابتدائية معنى التاريخ
ولماذا ندرسه
ولماذا دائمًا نفتخر به
وما السلبيات التي قابلتنا في الماضي
وكيف نقوم بتصحيحها في الحاضر
والإيجابيات التي يجب أن نضعها دائمًا أمام أعيننا لنتعلم ونعرف ماذا فعل الأجداد لنا
وما واجبنا نحن في الوصول به حد الارتقاء
والعمل على مواصلة ما قدموه لنا وتطويره
وأن يعرف الطالب شخصيات التاريخ المصرية التي تغرس في نفسه حب الوطن ويتمنى أن يصبح مثلهم وأن يعرف عن حياتهم وعن أعمالهم

وفي المرحله الاعدادية :
يدرس الطالب أعمال هذه الشخصيات تفصيليًا
وما المعوقات التي واجهتهم وكيف تغلبوا عليها

وفي المرحلة الثانوية :
يدرس الطالب الشخصيات المصرية والأجنبية وأن يعرف
عن نظم الحياة والتقاليد والقوانين في بلاده والبلاد الأخرى
وما مواقف المصريين والأجانب على مر العصور في كافة
المجالات المختلفة وأن ينظر الطالب دائمًا بكلتا عينيه
عين تنظر على مصر والأخرى على الجانب الآخر
من العالم كي يعلم في أي مجال نحن سبقنا
الآخرين وفي أي مجال سبقونا هم وذلك يدفعه دائمًا إلى الارتقاء
بوطنه وأرضه

وفي المرحلة الجامعية :
هنا ينقسم التاريخ وعلم التاريخ إلى فروع عديدة وكثيفة
فيختار كل طالب في أي فرع من تلك الفروع أن يتعمق
وما هو دور الوزارة تجاه الطالب فى تحديد ميوله وقدرته العقلية والفكرية ؟

أولًا : تقوم الوزارة بتوجيه المعلمين إلى عمل لجان اختبارات من بداية المرحلة الثانوية عندما يتقدم الطالب بأوراقه للمدرسة للانضمام بها
وذلك بعمل اختبارات فكرية وعقلية وإدراكية للطالب ومعرفة ميوله واتجهاته العلمية وتنمية وزيادة هذه الميول لديه وبذلك تكون مصر قد ربحت طالب علم يعمل على النهوض بها

شاهد أيضاً

وزارة التموين: غدا آخر أيام الأوكازيون الشتوى 2024

عدد المشاهدات = 11448 تستمر وزارة التموين والتجارة الداخلية العمل بـ الاوكازيون الشتوي 2024 حتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.