الجمعة , 19 أبريل 2024

الكرة أيضا..يوم لك ويوم عليك!

= 2573

تابعت مباراة كرة القدم التي جرت بين فريقي الأهلي والزمالك على بطولة كأس السوبر، والتي انتهت بفوز الزمالك بضربات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل بدون أهداف، وقد حرصت على ملاحظة ردود الأفعال التي واكبت المباراة سواء قبل بدايتها أو خلالها ثم بعد انتهائها بنتيجة إيجابية لصالح أبناء ميت عقبة..ربما لأنني فضلت مشاهدة المباراة وسط مجموعة من الشباب صغيري السن على أحد المقاهي التي لم تطلها يد الغلق كنتيجة “متشنجة” وغير مفهومة للمحليات بعد وفاة الشاب محمود بيومي الذي راح ضحية بلطجة صاحب مقهى بمصر الجديدة بعد مباراة مصر والكاميرون في نهائي أمم أفريقيا..وهذه قضية أخرى ليس مجالها هنا الآن.

وكان أهم ما لاحظته على شباب الجيل الحالي أنهم للأسف لا يتقبلون الهزيمة، ولا يضعون في حسبانهم قبل مباريات الكرة أن الرياضة تحتمل دائما المكسب والخسارة، هذا الأمر ربما يتسم به بصورة أكثر وضوحا مشجعو النادي الأهلي نظرا لكثرة حصول الفريق الأحمر على البطولات، كما أن الجيل الحالي من الشباب الذي تدور أعماره حول العشرينيات لم ير إلا فوز الأهلي على الزمالك في معظم الأحيان والبطولات، مما خلق لديه شعورا بأن الأهلي لابد أن يكسب، وأن يخسر الزمالك..دون أن يكون هناك أي احتمالات أخرى..وكانت النتيجة تعرض بعضهم لصدمة نفسية عقب إطاحة حسام غالي بركلة الترجيح الرابعة للأهلي، حتى أن بعضهم دخل في نوبات بكاء بعد ضياع الكرة وانتهاء المباراة لصالح الزمالك.

لكن كرة القدم ليست هكذا، ولم نعرف لها قانونا ثابتا منذ نشأتها، فهذا هو مؤمن زكريا الذي أسعد ملايين الأهلاوية في مباراة السوبر السابقة في أواخر 2015، بإحرازه الهدف الثالث والحاسم في مرمى الشناوي، هو نفسه الذي أحزنهم وأسعد ملايين الزملكاوية بإضاعة أول ضربة ترجيح للأهلي في سوبر فبراير 2017، ليمنح الزمالك التفوق المبكر، تمهيدا لإحراز اللقب!

وحتى الوقوف على إحصائيات الماضي، قد لا يفيد دائما، إذ تحدث كثيرون قبل المباراة عن عدم خسارة مدرب الأهلي حسام البدري لأي مبارة قمة أمام الزمالك على مدار ست مواجهات سابقة، فإذا به يخسر المباراة السابعة ومعها بطولة السوبر، بينما قد يشكل عنصر “التوفيق” نقطة فارقة في لقاءات الكرة عموما، وقمة الأهلي والزمالك خصوصا، فلولا سوء التوفيق للأهلي وحسن التوفيق للزمالك لسكنت الكرة التي ارتطمت بقدم “أجاي” شباك الزمالك قبل نهاية وقت المباراة الأصلي بدقيقة واحدة، ولرفع لاعبو الأهلي كأس السوبر العاشرة بجدارة، وتبدلت الأحوال فرحا عارما في الأهلي وحزنا عميقا في الزمالك..ولكنه عنصر التوفيق الذي إذا غاب أو حضر كانت له الكلمة العليا في مثل هذه الظروف.

لقد انتهت المباراة لصالح الزمالك..وستأتي بعدها مباريات عديدة سيفوز الأهلي فيها وكذلك الزمالك، لكن تظل هناك تساؤلات مهمة ومحيرة لابد من الإجابة عليها: ترى ما هو الفرق بين المصريين الذين حضروا مباراة الزمالك والأهلي في استاد محمد بن زايد بالإمارات، والمصريين الذين يحضرون المباريات هنا في القاهرة أو في أي محافظة أخرى من أقاليم مصر؟ 

فلماذا كل هذه الروعة والتحضر والإلتزام من الجمهور المصري في الإمارات، وما نراه هنا من فوضى وانفلات لفظي وسلوكي في مدرجاتنا؟ أليسوا مصريين من هذا الشعب؟ أليس لكل منا قريبا أو صديقا أو على الأقل جارا ممن يعيشون بالخارج؟ 

إذن..لماذا تتردى سلوكياتنا هنا وترتقي هناك؟ 

أظن أن كلمة السر ليست في اختلاف طباع المصريين بين الداخل والخارج، ولكن في “دولة القانون” التي إن توافرت فلن ترى فيها فرقا بين الغني والفقير..ولا بين الوزير والغفير..وسيخضع الجميع فيها لسلطان القانون!

مجدي الشاذلي

شاهد أيضاً

زيزو يجرى أشعة رنين مغناطيسى فى الزمالك لتحديد حجم الإصابة

عدد المشاهدات = 1054 يخضع أحمد سيد زيزو لاعب الفريق الأول لكرة القدم بنادى الزمالك، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.